الأربعاء، 18 يناير 2012

قضية جادة للنقاش:

هل الإعلاميون الذين لا يحملون شهادة في الاختصاص ... دخلاء على المهنة؟ نعم و ألف لالالا.........
بقلم: صالح محمد - كاتب ومراسل صحفي
http://www.djelfa.info/ar/impressions/2074.html
النقد البناء الهادف إلى الوصول إلى الحقيقة وكشف جوانبها هوفضاء رحب لتلا قح الأفكار ومشاركة عقول الرجال لاستكمال عملية البحث في قضية ما ، وأجدني من هذا المنطلق متعجبا لما يدور حول موضوع الأخ – خلوي طسطارة- الذي أخذ منحى أخر بعيدا عن الفائدة المرجوة منه أصلا في صورة تهكمية وإقصائية تشوبها رائحة الحسابات الضيقة بصورة واضحة للعيان في سقوط مدوي بمستوى النقاش تفعيلا للشخصنة المقيتة... 
قبل الخوض في التفاصيل فليعلم الجميع بما فيهم - بني ونوقي م ... و الآخرون- أنني لا أدافع عن الأخ الفاضل خلوي طسطارة وإن كنت لا أستحي من فعل ذلك فقط لأنه ببساطة جانب الحق والصواب في كثير مما عرج عليه.....على الرغم من عدم معرفتي به بالمطلق...
في البدء قل لمن يدعي في العلم فلسفة حفظت شيئا وغابت عنك أشياء.... فألزم طريق الحق فإنها منجاة وهداية
كان على الذي يصف الآخرين بعدم التخصص في مجال الإعلام ويرى في ذلك مكابرة يعتريها الغرور وحب الظهور والبحث عن صناعة شهرة زائفة باسم مستعار ....أن يقف هنيهة قبل أن يكتب تلك الكلمات الواردة في التعليق لأن سهمه أصابه من حيث لا يدري أوليس التهكم على الأخرين ومصادرة أفكارهم بدل مناقشتها والاستدلال بالمستوى التعليمي والتحدي به دون الحاجة إليه في مقام المقال نوع من الكبر والاعتداد بالنفس...
عود على بدء يبقى السؤال يطرح نفسه بإلحاح شديد -هل الإعلاميون الذين لا يحملون شهادة في الاختصاص ... دخلاء على المهنة؟
الأستاذ محمد صالح

الحقيقة أن بعضا من المتفيقهين ممن درجوا ״جسديا״ على مقاعد معهد الإعلام والاتصال يتلقفون هذا السؤال بإجابة سريعة كسرعة بداهتهم ....نعم دخلاء على مهنة المتاعب...حجتهم أنهم تعبوا وأوصلوا الليل بالنهار وتنقلوا من مقياس إلى أخر بحثا ودراسة ونقاشا مع هذا الأستاذ وذاك ...وفي الأخير وبشق الأنفس كانت النتيجة ״كارتونة ״ عفوا شهادة عليا في التخصص.الإعلام والاتصال ..ثم يأتي بعد ذلك سي خلوي طسطارة ومن على شاكلته ويحشروا أنفسهم فيما ليس عندهم شيء منه ..ماعندهمش البقاج انتاع الصحافة....الله غالب....وهو منطق الأخ نصر الدين على ما أعتقد ...وكثير ممن خلق الله.
من منطق الممارسة الجزائرية الصِرفة لم يكن التخصص معيارا في كثير من الحالات التي يعيشها الواقع الجزائري اليوم في ظل العولمة والتطور التكنولوجي المضطرد في منظومة العصر الحالي وبالنظر إلى تخصص الإعلام فإننا نراه أمامنا صورة مكشوفة المعالم في زاوية خفية ...حتى أضحت مهنة المتاعب اليوم حصانا سهل الركوب لكل من هب ودب حتى أمام المتسولين في زمن الرداءة والاضمحلال شأنها في ذلك شأن الثقافة والأدب إلا ما ندر، ليس من منطلق الانتقاص من قيمة الآخرين ولكنها الحقيقة الماثلة عيانا لدرجة أضحت العلوم الإنسانية في الجزائر "ملاذا آمنا لجل الفاشلين" ، فالتخصص هو آخر شيء نتكلم عليه في واقع جزائر العزة والكرامة لدرجة أصبح الواحد منا يختلف مع الآخر في تسمية الشهادة الكارتونية ...وفقط أما ما يحمله الرأس فحدث ولا حرج فالكل سواء إلا ما رحم ربي..
وأجدني هنا أطرح بعض النقاط على حامل شهادة الماجستير "تشريعات الإعلام والاتصال" لعله يتذكر:
- ماذا تقول فيما تنتجه لنا اليوم معاهد الإعلام والاتصال من أركان وإطارات إعلامية مستقبلية....؟
- إذا كان سخطك ونقمك على من تجرأ وحاول مشاكسة الخطوط العريضة للقانون العضوي الجديد للإعلام لا يمت بصلة لعالم الصحافة وهو دخيل وبالتالي فلا قواعد معرفية ولا أسس أكاديمية ولا أدوات علمية تكمنه من الخوض الصحيح في ذلك فكيف به إن كان ممن درسوا العلوم القانونية والإدارية...أليس له الحق المطلق في ذلك....؟؟؟ هذا إذا سلمنا جدلا بذلك فقط.....
- ثم قل لي بربك من هم الذين يلتحقون بتخصص الإعلام والاتصال وما هي ضوابط انتقائهم للولوج لمقاعد دراسة هذا التخصص الذي أنت وحدك "المخلوع" فيه .....أليسوا أصحاب المعدلات الضعيفة فقط إلا اللمم ، هل يمكن مقارنة هذا التخصص بتخصصات المدارس العليا التعليمية وغيرها والطب والصيدلة .....فلا تذكرني يا سيدي فقط نالي الإعياء من فرط الضحك .....
- ثم ألم تسمع قول الأستاذ الجامعي والدكتور الفاضل عبد العالي رزاقي سنة 2003 الذي قال وبالحرف الواحد "أن مستوى الصحافة في الجزائر في انحدار بسبب أن معهد الإعلام والاتصال هوالمعهد الوحيد في الجزائرالذي لا يوجد فيه راسب واحد الكل ناجح إلا من لم يحضر المهم أي طالب يريد النجاح في العام ما عليه إلا شوية حضور وإن لم يستطع وجب عليه حضور الامتحانات فقط" ...فأين هذا التخصص بربك ...؟؟؟
- ثم ألا ترى معي وبمقارنة بسيطة مستوى أسئلة ماجستير تخصصي الإعلام والعلوم السياسية ومختلف التخصصات الإنسانية الأخرى ألا تجد أن أسئلتها في متناول الجميع بما فيهم من لم يدرسوا حتى التخصص وممن لهم دراية ولو بسيطة بالمتابعة اليومية بمختلف الصحف اليومية.....

- يا صاحبي حامل شهادة التخصص ألا تعلم أننا لو غصنا بحثا عمن يحملون شهادة التخصص الإعلامي اليوم في مختلف وسائل الإعلام العالمية والمحلية لأصبت بجلطة دماغية من فرط ما ستكتشفه من تناقض يتبادر إلى ذهنك .....هل تعلم أن الإعلامي الكبير في قناة الجزيرة أحمد منصور حاصل على بكالوريوس آداب و المذيع المتميز جمال ريان لا يملك إلا مؤهل الثانوية العامة فقط وصاحب الاتجاه المعاكس فيصل القاسم حاصل على بكالوريوس ودكتوراه في الأدب الإنجليزي في حين نجد حيدر عبد الحق حاصل على بكالوريوس هندسة معمارية وهو اليوم رئيس القسم الرياضي ......مار أيك في التخصص الآن.....لنعرج مرة أخرى على الجزائر فنجد أغلب رؤساء ومدراء تحرير الصحف والإذاعات بالجزائر لا علاقة لهم بتخصص الإعلام أصلا .
هل تعلم أن مديري تحرير يوميات كل من البلاد والشروق اليومي والأمة العربية والمسار العربي لا علاقة لهم بتخصص اسمه الإعلام .....أما الحديث عن شهادات تخصص الصحفيين فحدث ولا حرج.....وهناك منهم من لا يملك حتى مستوى الثالثة ثانوي ومع ذلك يتبجحون بأنهم من ممارسي مهنة المتاعب.....هذا دون الحديث عن مستوى من يملكون شهادة في التخصص أصلا......

- ثم هل تدرك جيدا أنك تتحدث عن التخصص وكأنه علامة فارقة في العلم والمعرفة والتمكن فإن كان الأمر كذلك فالعقاد حامل الشهادة الابتدائية فقط لا يجب له أن يتحدث في اللغة والأدب وأن يصمت إلى غير رجعة وحسن البنا المعلم البيسط رفقة المازني وعبد الرحمن شكري وغيرهم كثير كان عليهم الخوض فيما يتعلق بمستواهم فقط لا أن يتبنوا أفكارا أكبر من تخصصهم وينشئوا نظريات تتزاحم عليها عقول الكثير من المفكرين الفطاحلة اليوم.... وهل تعلم أن المحدث العلامة الألباني ليس له من المستوى إلا الخامسة ابتدائي والمحدث أبو إسحاق الحويني تخصصه بكالوريوس إسبانية......فأين موقع التخصص من كل ذلك...فأفق يارجل...
- ثم قل لي ما الذي يزعجك من الاسم المستعار للأخ خلوي طسطارة ألا تعلم أن هذا الأمر حقيقة لا يمكن أن ينكرها أحد وأضحت علامة مميزة في كثير من المجالات ، هل تعرف من هو أسامة وحيد وأنيس رحماني و السردوك ودين .....أظن أن الأمر قد التبس عليك وأعيتك الأيام وخانتك الذاكرة فتشتت أفكارك ......
في الأخير لا أجد من بد إلا أن أعاتب الأخ خلوي طسطارة الذي أعطى لتعليق يمثل صاحبه فقط زخما أكبر من حجمه ويحول دون الوصول إلى فائدة نقاشية مرجوة المعالم والأهداف وكان الأجدر أن يتجاوز عن الأمر لأن الجدال العقيم لا يفيد شيئا ، فقديما قيل "اللجاج سبب الحروب والجدال صدا القلوب".
أرجوا أن يتسع صدر الجميع لأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ..... تحياتي الخالصة.
الجلفة / صالح محمد * المنتمي إلى أسرة مهنة المتاعب باستحياء لأنه لا يملك شهادة في التخصص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق