الربيع العربي هل هو صنع أمريكي بمباركة عربية بحتة..؟!!

عندما يوقظ الفيتو الروسي العاهل السعودي من سباته الشتوي تتضح معالم الشرق الأوسط الجديد……..؟؟؟؟
بقلم/ صالح محمد (*)2012/02/24 
شدني منذ مدة تدخلات وتصريحات العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز حول ما يجري في سوريا في تبادل واضح للأدوار بين أمراء الخليج أو لنقل بين أميري قطر و السعودية كل ما زار أحدهما البيت الأبيض أو التقيا بأحد ساكنيه وما شدني أكثر الحديث الذي دار مؤخرا بين ملك الحرمين الشريفين والرئيس الروسي وخلاصته أن سيادة العاهل "المفجوع القلب" متأثر أيما تأثر بالفيتو الروسي وأنه كان الأجدر على الروس عدم الإقدام على هذه الخطوة وكان الأولى بهم أن يقوموا بالتنسيق مع العرب قبل استخدام الفيتو على مشروع القرار حول سوريا في مجلس الأمن، 

الأستاذ محمد صالح

العاهل السعودي الذي يبدو أنه يتحدث بحالة من اللاشعور لم يشرح لنا متى كانت أمريكا ترضخ للتنسيق مع العرب فيما يخص مصالحهم وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وأين هم من الـ60 فيتو الذي فرضته أمريكا على جميع القرارات التي تتعلق بفلسطين منذ تأسيس الجامعة "الغربية" العربية عفوا إلى اليوم ، أم أن التنسيق بينهما حاصل بالفعل لكن فيما يصب في صالح مدللة أمريكا إسرائيل .

العاهل السعودي أكد "أن بلاده لا يمكن أن تتخلى عن موقفها الديني والأخلاقي حول ما يجري في سوريا"، وكان الأجدر به أن يفسرلنا لماذا تخلى هو ومن ورائه السعودية وجامعته العربية عن موقفها الديني والأخلاقي حول ما جرى ويجري في غزة الحرة منذ نهاية سنة 2008 إلى غاية يومنا هذا وأين موقف المملكة الديني والأخلاقي في كل ما يجري في العراق التي قدمت على طبق من ذهب للشيعة الروافض وأين موقفها مما يحصل في الصومال وأفغانستان وإريتريا وغيرهم كثير أم أن الأمر كله يسير وفق خطة مدروسة المعالم يتحركون كالدمى في فلك أمريكا وما تشتهيه ، العاهل السعودي لم يكتف "درسه المخجل" عند هذا الحد للرئيس الروسي الذي يبدو أنه شبع ضحكا حتى خارت قواه بل أكد أن "الحوار حول ما يجري في سوريا الآن "لا يجدي نفعا" ، في مسرحية مضحكة فصولها لأنه ببساطة نسي أن خطة السلام التي قدمتها الجامعة العربية بمبادرة سعودية من جانب واحد للكيان الصهيوني منذ سنة 2000 والتي ولدت ميتة لا يزال يباهي بها العالم ويقول أن أيدي العرب ممدودة لمدللة أمريكا وأن إسرائيل لا ينفع معها إلا الحوار ولا شيء غيره…نعم هكذا يتكلمون الحوار مع العدو هو السبيل الوحيد والحوار مع الأخ العربي فات آونه أي منطق هذا يا عـــرب ؟ ..حقيقة تصريحات تدعو للضحك والخجل في آن واحد ، لأن الأمر ببساطة يدور حول لعبة محبوكة الجوانب تنسج بأيد عربية خالصة بزعامة أمراء قطر ومن ورائهم ترسانتهم الإعلامية الجزيرة ولأن الثورات العربية ماهي إلا جزء منها استطاعت المخابرات الأمريكية إخراجها بدقة متناهية هدفها الأول والأخير إعادة صياغة شرق أوسط جديد يتماشى وسياسة أمريكا ، من خلال إبعاد الحرص القديم لأمريكا في المنطقة وتشكيل قادة جدد والعمل على خلق تحالفات مع الإسلاميين بضمانات قطرية واحتواء أقطاب المقاومة في فلسطين ومن ورائهم حركة المقاومة الإسلامية حماس وإدخالها في نطاق التفاهمات الجيو-سياسية من أجل حماية أمن إسرائيل بالدرجة الأولى ولا أدل على ذلك الزيارة الثنائية لكل من أمير قطر وخالد مشعل إلى المملكة الأردنية مؤخرا بعد قطيعة دامت لما يقارب العقدين من الزمن، بالإضافة إلى خلق التوتر والتصعيد المتواصل بالتحريض الإعلامي وخلق الفوضى في سوريا وتفتيت التركيبة البشرية السورية وتدعيم العمل المسلح وتشجيعه لإضعاف البلد من أجل أن يخلو الجو لإسرائيل وأمريكا وأذنابها من العرب، أخيرا قال نتنياهو مع إنطلاق شرارة ما يسمى بالربيع العربي أن هذا الربيع هو ربيعي أنا فماذا ترك لنا ياترى….؟؟؟

 *:صالح محمد/ كاتب ومراسل صحفي /الجلفة

 http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?ArticleID=26035