الاثنين، 26 نوفمبر 2012

يَاربِّ بُعْدِي أَلَمَنِي


سأسأل مالذي قدمت في دنياي ينجيني ..

تمضي بنا الدقائق والساعات والايام والأشهر والسنوات .. ونحن في صراع مع هذه الحياة الفانيه ..
تمضي تلك الساعات ونحن في غفلة لاهون ..
تمضي الايام ونحن نقدم التسويف على المهم والأهم ..
تمضي الأشهر ونحن نسابق اقراننا على متع الحياة الزائلة ..
تمضي السنون ونحن لاهون بدنيانا غافلون عن اخرتنا..( إلا من رحم الله) لا نفيق إلا عندما نسمع نبأ وفاة قريب لنا .. فنعود في ذلك الوقت الى انفسنا .. ونتذكر أننا في دنيا نوشك أن نرحل منها الى الدار الباقيه .. ونتذكر ماقدمنا من أعمال فلا نجد إلا أقل القليل من العمل الصالح وباقي أعمارنا قضيناه بما يضرنا ولا ينفعنا .. ثم لا نلبث أن نعود إلى تلك الغفلة و ذلك اللهو ..
إلى متى ياخواننا القلب نسوف توبتنا الى الله عز وجل .!!؟ إلى متى نبقى في تلك المعاصي والآثام ..!!؟
إلى متى ياخوان الروح تبقى تلك الغشاوة وذلك الران على قلوبنا .. ؟؟!!
إلى متى سوف ولعل نقدمها عند كل عمل صالح نريد عمله !!
إلى متى يا أخوتي المسلمين !!!
ألم يأن لنا أن نعود إلى الله جل جلاله بتوبة نصوح خالصة ..!!
ألم يأن لهذه القلوب أن تصحوا من سباتها !!

يــَــــــارب بُعــــــدي ألمـني **** ماعدتُ أُطيق الهُجرانــــا  
قد جئتُ بقلبٍ مضطربٍ **** يرجُو مِن عَفوكَ غُفرَانا
   

كيف أتوب؟
فرح الله تعالى بتوبة العبد
ما أجمل تلك الحكاية التي ساقها ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين حيث قال : \" وهذا موضع الحكاية المشهورة عن بعض العارفين أنه :


رأى في بعض السكك باب قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي , وأمه خلفه تطرده حتى خرج , فأغلقت الباب في وجهه ودخلت


فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف متفكرا , فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه , ولا من يؤويه غير والدته , فرجع مكسور القلب حزينا . فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام ,


وخرجت أمه , فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه , والتزمته تقبله وتبكي وتقول : يا ولدي , أين تذهب عني ؟ ومن يؤويك سواي ؟ ألم اقل لك لا تخالفني , ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك . وارادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت ..

فتأملي قول الأم : لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة .


وتأملي قوله صلى الله عليه وسلم \" الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها \" وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء ؟

تأملي اذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الصحيحين ((أنه قال : \" لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وان ربك – أخطأ من شدة الفرح ))


فإذا أغضبه العبد بمعصيته فقد أستدعى منه صرف تلك الرحمة عنه , فإذا تاب إليه فقد أستدعى منه ما هو أهله وأولى به .


فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد لراحلته في الأرض المهلكة بعد اليأس منها ..


فبادري ياغاليه للتوبة إلى الله عز وجل كلما أذنبتي وأخطأتي ومهما فعلتي من خطايا.. ولا تتمادي بالعصيان بسبب وساوس الشيطان بأن الله لن يغفر لك .. 

اخلصي النية لله واصدقي في التوبه فإن الله سيعينكِ ويصرف عنكِ السوء ..  حاسبي نفسكِ وبادري الى فعل الخير وان قل ..


 ذكري نفسكِ بالموت وأنكِ ستغادرين هذه الحياة اما الى جنة فيها من النعيم مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر _ نسأل الله ان نكون منها _ . وإما الى النار وبئس المصير .. 
ابتعدي عن مواطن المعصيه ورفيقات السوء فانهم سيزينون لكِ المعصيه والرجوع اليها .. 
اشغلي نفسكِ ووقتك بما يعود عليكِ بالنفع ورضا الله عز وجل ..فان لم تشغلي نفسك بالطاعة شغلتكِ نفسكِ بالمعصيه .. 
اكثري من دعاء الله عز وجل بالثبات على الدين والحي عليه تعالى .. ملتزمة ذلك بشروط الدعاء والابتعاد عن كل ماينافيه .. 
لاتغفلي عن كتاب الله تعالى وتدبري معانيه بقراءة ماتيسر لك من احد كتب التفسير الموثوقه كــــ تفسير ابن كثير او السعدي وغيرهم ... 
اكثري من ذكر الله عز وجل فان فيه طمأنينة القلب وراحة البال وكثرة الحسنات وغيرها من الفوائد التي تعود على الذاكر لله تعالى بالخير ..

شروط التوبة 
للتوبة الصالحة الصادقه شروط لابد ان تتحقق لقبولها .. فاليكموها غالياتي .. 
للاقلاع عن المعصيه وتركها والابتعاد عنها ..
العزم على ان لايعود لمثلها والندم على مافات ..
ان كانت تتعلق بحقوق الادميين فلابد من ردها الى اهلها ..
أن يكون وقت التوبه قبل الغرره وهي بلوغ الروح الحلقوم .. وقبل طلوع الشمس من مغربها

الموضوع منقول / وبتصرف من صاحب المدونة

    



    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق