الاثنين، 16 ديسمبر 2013

رئاسيات 2014

الرئاسيات بين : " الدمغين " و " الكرعين "  
بقلم الاستاذ عبد المجيد مناصرة

عندما يسال وزير في حكومة سلال في برنامج تلفزيوني في فرنسا و هو يتواجد في مهمة رسمية عن إمكانية ترشح الرئيس إلى عهدة رابعة و هو قعيد على كرسي متحرك فيقول : ان الرئيس يسير البلاد بدماغه و ليس برجليه ، يكون بذلك قد أساء للرئيس و للجزائر . عندما سمعت هذا التصريح تذكرت المثل الجزائري الذي يقول : " عندي شطحة هايلة في راسي لو كان يعرفو رجليا يشطحوها" فما فائدة تصميم أحسن رقصة إذا خانتك رجلاك فلم تقدر على أدائها. لقد تناسى صاحبنا الوزير ان سبب الحالة الصحية التي يتحدث عنها يعود الى جلطة في الدماغ (avc) و ليس في الرجل .
و هذا لا يخفى على أي احد ، ثم هل نسي انه يتكلم من فرنسا التي بقي فيها الرئيس يعالج لمدة أكثر من ثلاثة أشهر؟ لقد كان من الأجدر به ان يقول ان الرئيس مريض الآن و لكنه في طريقه إلى التعافي ان شاء الله و يتحرك على رجليه ليقود بنفسه حملته الانتخابية و بدماغه سيخطط كيف يهزم منافسيه بالضربة القاضية . و كيف يغفل صاحبنا الوزير ان السباق الرئاسي يحتاج إلى أرجل و لها عضلات حتى يستطيع ان يفوز على الأرانب التي استدعيت و أعدت للسباق و إلا فالخوف ان يفوز " الأرنوب " على الأسد العاجز و يتحول بعد ذلك إلى أسد يأكل أصحابه . من قال ان الجزائر سيرت في العقود الأخيرة بالأدمغة و ليس بالكرعين و أحيانا بكرعين معيز ؟ لان الأدمغة إما هاجرت او هجرت او همشت ، ثم ان المراتب الذيلية التي تحتلها الجزائر عالميا في اغلب المجالات دليل واضح على أننا كنا نسير بالكرعين و ليس بالأدمغة ، و هذه بعض المعلومات عن ترتيب الجزائر عالميا: -
التنمية البشرية. : 115 - رأسمال البشري. : 115 - جودة و نوعية الحياة : 146 - التعليم. : 106 - الرعاية الصحية. : 93 - الفساد. : 105 - استقلالية القضاء : 121 - حرية الصحافة : 125 - مناخ الأعمال : 152 - القوة العاملة و التوظيف : 121 - الحرية الاقتصادية : 145 - التنافسية الاقتصادية : 100 - التنافسية السياحية : 113 - البيئة. : 112 - الهاتف النقال. : 116 - استعمال الإنترنيت : 110 - سرعة الإنترنيت. : 178 - التحميل على الإنترنيت : 177.

و المرتبة الوحيدة المشرفة و التي يمكن للجزائريين ان يفتخروا بها تحققت بفضل الكرعين و هي مرتبة الفريق الوطني في كرة القدم اذ جاء ترتيبه في تصنيف الفيفا لشهر نوفمبر في الرتبة 26 عالميا و الثالث إفريقيا و الثاني إسلاميا و الأول عربيا و لكن هذا الإنجاز حققته كرعين مستوردة صنعت في فرنسا إنها كرعين بوقرة الجزائري و تايدر التونسي و مبولحي الكونغولي . يتضح من كل هذا ان المفاضلة بين الأدمغة و الأرجل ستكون لصالح الأرجل فلو نظم استفتاء شعبيا حولهما لجاءت الأغلبية الساحقة مع الكرعين لأنها هي وحدها التي صنعت أفراح الشعب الجزائري في زمن اليأس و الأحزان و انسداد الآفاق ، و هي من رفعت الأعلام الوطنية و أعادت لها قيمتها التي لم تظهر منذ احتفالات الاستقلال و أعادت للجزائريين نشوة الافتخار على العرب بكون الجزائر هي البلد العربي الوحيد الذي تأهل للمرة الثانية على التوالي لمونديال كاس العالم ان الجزائر تحتاج في هذه المرحلة إلى رئيس متوهج العقل ، سليم الحواس ، مرهف الإحساس حتى يستطيع ان يستوعب الأزمة و يحيطها من جميع جوانبها فيحس بالضعيف و الفقير قبل ان يموت جوعاً او ظلما و يسمع أنين المرضى الذين لا يجدون دواء و استغاثات المستغيثين قبل الهلاك و يرى حقائق الأوضاع قبل ان يقرا التقارير المزيفة و يشم بأنفه رائحة الفساد التي لوثت الأجواء و أزكمت الأنوف قبل ان تقضي على الأخضر و اليابس و يتذوق مرارة الحياة التي يلقاها المواطن مع الادارة قبل ان تتغول عليه و يسعى بأرجله إلى الناس ليرفع عنهم الغبن و المعانات قبل ان يأتوا اليه في المسيرات و يكلم المواطنين بلغتهم و بما يفهمون و يعيد الأمل للشباب في الحياة و في بلاده قبل ان يحرق نفسه بالنار او يتحول إلى ( حراقا ) و يبطش بيده بكل من يتعدى على الجزائر و سيادتها و أمنها و استقرارها قبل ان تضيع منا . ووراء كل هذا عقل يدبر و يدير و يستشرف المستقبل و لا يعيش على ذكريات الماضي غافلا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق