الثلاثاء، 8 سبتمبر 2020

منطقة النشاطات بحاسي بحبح واجهة للاستثمار الفاشل ... ومصنع "شوكو نايل" يعاني البيروقراطية

image

 في غياب متابعة المستفيدين من امتيازات الاستثمار بها

منطقة النشاطات بحاسي بحبح واجهة للاستثمار الفاشل ... ومصنع "شوكو نايل" يعاني البيروقراطية

لا تزال منطقة النشاطات بحاسي بحبح تراوح مكانها كهيكل بلا روح رغم الوعود التي أطلقها عدد من المسؤولين بجعلها واجهة للاستثمار الحقيقي وخلق مناصب شغل تكون في مستوى تطلعات شباب المنطقة. غير أن الواقع لا يعكس حقيقة ذلك ويجعل من شعار الاستثمار بالمدينة فقاعات للاستهلاك الشعبوي. ورغم وجود مصنع "شوكو نايل" الذي تم تجسيده إلا أنه يعاني من مشكلة الربط بالكهرباء على حد تعبير صاحبه ... "الجلفة إنفو" تجوّلت بمنطقة النشاطات وعادت بهذه الأصداء ...

تؤكد العديد من المصادر أن عدد المستفيدين من قطع الأراضي وعقود الامتياز بمنطقة النشاطات بحاسي بحبح أكثر من 61 مستثمرا استحوذوا على قطع أراضي كبيرة منذ 2013 على أساس نشاط استثماري يعود بالنفع العام على المدينة وشبابها. لكن لا شيء من ذلك تحقق سوى الاستحواذ على قطع أراضي شاسعة تم احتكارها دون أن تتدخل المصالح المختصة للقيام بعملها ومراقبة مدى مطابقة عقود الامتياز الممنوحة للمستثمرين ونشاطهم على أرض الواقع.

وخلال جولتنا الميدانية لهاته المنطقة المعروفة بـ"المنطقة الصناعية" للوقوف على حقيقة الاستثمار بها كانت المفاجأة أن المنطقة خاوية على عروشها لا نشاط ولا استثمار ولا هم يحزنون. وكأن المنطقة عبارة عن مقبرة وليست للاستثمار، تجزئات أرضية استفاد منها أشخاص وُزعت عليهم تحت مسمى الاستثمار  يعجز المرء عن الوصف وكأن ما يحدث نهب للعقار تحت مسمّيات مقننة ... فلا وجود لنشاط ولا لعمليات انجاز أو بناء ولا مركبات تدخل وتخرج ولا عمال ولا آليات. فالتجزئات العقارية كما هي جرداء لاحياة فيها، فباستثناء السور الكبير والذي يوهم المارين بالقرب منها بأنها منطقة صناعية فعلا، نسجل 04 حالات يُخيل للناظر إليها أنها استثمار. الأولى لبناء قيل إنه خاص بمصنع لـ"الجافيل" متوقف عن العمل، والثاني خاص بالأعلاف وهو كذلك بدون نشاط يذكر. أما الثالث ففيه لافتة بقطعة أرض كُتب عليها مؤسسة ذات الشخص الوحيد والمسؤولية المحدودة سوسطارة للأشغال العمومية بعقد امتياز رقم 335 بتاريخ 25/10/2015 والأمر مجرّد لافتة فقط قيل لنا أنه تم وضعها لمّا علم صاحبها أن لجنة مراقبة خاصة بالاستثمار ستحل بالمنطقة. في حين أن الرابع هو مصنع الحلوى والشكولاطة المعروفة باسم "شوكو نايل" والذي يثار حوله الكثير من اللغط ...   

بالمختصر المفيد، أكثر من 61 مستثمرا ولا وجود لشيء اسمه استثمار ... فهل هو بفعل البيروقراطية أم بفعل التواطئ مع أشباه المستثمرين؟ أم أن الأمر أكبر من ذلك وتديره أطرافا لها أهداف خاصة؟ وإذا كان الأمر متعلقا باستثمار جاد فأين أموال هذا الاستثمار التي كان من المفترض أن تُجسد على أرض الواقع ليستفيد منها الجميع؟ إنها أسئلة تطرح نفسها بحدّة ...

  مصنع "شوكو نايل" يُعرّي واقع الاستثمار، وعراقيل بالجملة تفضح الجميع....

يبدو أن مصنع الحلوى والشكولاطة الذي أطلق عليه اسم "شوكو نايل"، والمعروف بمدينة حاسي بحبح باسم مصنع طلحة للشكولاطة، هو المصنع الوحيد الموجود فعليا كاستثمار بالمنطقة الصناعية والبقية مجرد حبر على ورق. والغريب في الأمر أن مصنع "شوكونايل" يعيش عراقيل جمّة حالت دون الانطلاق في نشاطه الفعلي، رغم ما يتوفر عليه من معدات ضخمة ذات جودة وتكنولوجيا عالية تم استيرادها من تركيا وألمانيا. فالمتجول بالمصنع يدرك قيمة هاته المعدات وما ستقدمه للمنطقة إذا تم استغلالها فعليا، والتي تقدر قيمتها بـ 30 مليار سنتيم مع معدات أخرى ينتظر وصولها على دفعتين واحدة مع نهاية شهر أكتوبر والأخرى شهر ديسمبر المقبل.

غير أن المشكل الذي يعيق الانطلاق في نشاط هذا المصنع هو بالدرجة الأولى توصيل الكهرباء باعتبارها عاملا مهما وحيويا للشروع في نشاطه. ورغم الضجة التي أثيرت حول هاته النقطة منذ أشهر وتدخلت العديد من الأطراف لحلحلة القضية إلا أن توصيلات الكهرباء لم تتجاوز أسوار المنطقة الصناعية ولم يتم توصيل المصنع بها. حيث تبقى مؤسسة سونلغاز متهمة بعدم مسايرتها لطلبات هذا المستثمر الذي يؤكد بأنه بمجرد توصيل الكهرباء بمصنعه سيشرع مباشرة في الإنتاج.

كما تبقى إدارة المصنع تنتظر معالجة ملفها الخاص بالتوسعة الجانبية للمصنع بغية انجاز محوّل كهربائي للضغط العالي وكذا مستودع لاستقبال العتاد الجديد. ومع أن الملف مقدم منذ شهر جانفي 2019 في عهد الوالي "ضيف توفيق" والذي تمت معه كافة الإجراءات عبر مختلف الإدارات وبقي فقط إمضاء مقررة الاستفادة، إلا أن المقررة لا تزال حبيسة أدراج مقر الولاية حسب صاحب المشروع، الذي قدم العديد من الطلبات لمقابلة الوالي المنتهية ولايته "محمد بن عمر" دون أن يتحقق له ذلك.

ويُرتقب من هذا المشروع أن يكون له فائدة كبيرة على شباب المنطقة خاصة أنه يمكن له أن يوظف 125 عاملا بصفة دائمة يعملون بنظام المناوبة على مدار 24 ساعة، مع إمكانية تصنيع ما يقارب 120 ألف علبة حلوى وشكولاطة بمختلف الأنواع خلال اليوم في حال عمل المصنع بكامل امكانياته. ولا سيما أنه يتوفر على تكنولوجيا وآلات متطورة يعمل عليها ما يقارب 30 تقني يتم تكوينهم من طرف 04 تقنيين من ألمانيا وتركيا.

من جهة أخرى يُنتظر في حال تم تفعيل نشاط هذا المصنع تقديم مادة الشكولاطة وحلويات ذات جودة ونوعية رفيعة وبأسعار تنافسية بأقل من أسعار الشكولاطة الموجودة حاليا في الجزائر والتي يتم استيرادها من الخارج. كما يتطلع صاحب هذا المشروع لعقد صفقات للتصدير لدول منها اسبانيا وفرنسا وأخرى بإفريقيا كتونس ومالي والنيجر وموريتانيا وكذا كوت ديفوار.

فهل تتحرك السلطات المعنية للنظر في قضية هذا المصنع الهام أم أن عوامل البيروقراطية وتصفية الحسابات لاتزال تعشش داخل أروقة الإدارات الجلفاوية التي ما فتئت تتغنى بالشعارات الجوفاء لبعث الاستثمار ومرافقة المستثمرين داخل القاعات المغلقة؟.  

صور لمنطقة النشاطات بحاسي بحبح

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق