الأربعاء، 31 يناير 2024

المجاهدة صالح زاجية بنت سليمان من بويرة الأحداب... سيرة ثورية بين الولايتين التاريخيتين الرابعة والسادسة!!

 أهلها يلتمسون من السلطات بإطلاق اسمها على هيأة عمومية/

المجاهدة صالح زاجية بنت سليمان ... سيرة ثورية بين الولايتين التاريخيتين الرابعة والسادسة!!

image

لعبت المرأة الجزائرية دورا هاما إلى جانب أخيها الرجل في استقلال الجزائر ، حيث كانت له نعم السند والعون في الكثير من المحطات الجهادية كمربية ومسعفة وفدائية وغيرها من مختلف المهام التي برعت في لعبها إبان الثورة التحريرية المظفرة ... والسيدة "صالح زاجية بنت سليمان" واحدة من حرائر الجزائر اللواتي كانت لهن بصمتهن في النضال ضمن مختلف خلايا جيش جبهة التحرير الوطني في مناطق الجلفة وعين وسارة والجزائر العاصمة والبليدة.

هي السيدة صالح زاجية بنت سليمان بن الحاج، أمها صالح الزهرة بنت الخليفة، وُلدت عام 1928م في عائلة معروفة بمنطقة "فيض صالح " ببادية "واد بوتشيشة"، ببلدية بويرة الأحداب حاليا. وهي المنطقة التي تبعد عن مدينة حاسي بحبح بحوالي 10 كلم شرقا.

كان والدها "الشيخ سليمان بن الحاج" من أعيان "جماعة" عرش أولا سيدي عيسى مولى الحدبة (أو عرش الأحداب اختصارا). انتقلت السيدة صالح زاجية الى العاصمة رفقة زوجها للسكن هناك وبالضبط بمنطقة الحراش حوالي سنة 1951م، وبعد اندلاع حرب التحرير، انخرطت بصفوف جيش التحرير الوطني فعملت كفدائية أثناء الثورة التحريرية وكانت همزة وصل بين المجاهدين وخلايا الفدائيين بمنطقة الحراش وضواحيها بالولاية التاريخية الرابعة من خلال نقل الرسائل والأخبار وتقديم لهم كافة المعلومات.

ويروي أحد أبناء شقيقها الأصغر، على لسانها، أنه في إحدى المرات وهي تنقل رسالة بين المجاهدين تفاجأت بحاجز عسكري بمنطقة "الشفّة"، بالبليدة حاليا، وهذا حوالي عام 1960م، فطلب منها العسكريون الفرنسيون وثيقة هويتها وكانت رفقة ابنتها التي تبلغ آنذاك حوالي 10 سنوات من أجل التمويه على دورها الفدائي. ومن شدة خوفها على فضح ما تحمله من رسائل ارتبكت في اخراج وثيقة هويتها، وأن الله أنقذها من هذا الموقف بإخراجها مباشرة لهويتها التي كانت بجوار الرسالة الثورية التي تحملها.

كما يروي نجل شقيقها الأكبر، الشيخ رابح رحمه الله على لسانه، أن أخته زاجية رحمها الله كانت شجاعة ولا تعرف الخوف، ففي إحدى المرات لمار رجعت الى مسقط رأسها قامت بانتحال صفة رجل بارتداء عباءة وبرنوس وظهرت في هيأة رجل، وكانت في تلك المهمة تنقل الأكل والمؤونة لفرقة من المجاهدين بـ "جبل الأحداب" المرابطين هناك. وحول هذا النطاق الثوري، يذكر ضابط جيش التحرير، الملازم الأول زروال بلقاسم، أن الرائد عمر إدريس كان قد كون أواخر سنة 1956 فرقة من المجاهدين بقيادة المجاهد بلحاج وكلفهم بمراقبة منطقة الحدود مع الولاية الرابعة حيث امتد مجال مراقبة هذا الفرقة من عين افقه إلى بويرة الأحداب وقلتة السطل.

وكان قد تم الاعتراف بها كمناضلة إثر قرار لجنة التصحيح والاعتراف من طرف لجنة عين وسارة بتاريخ 16/02/1984 بعضوية المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني من 1959 إلى غاية 1962، إلا أنها لم تستفد من أي مزايا. وزاد من معاناتها أن أصيبت بسرطان الثدي في سن مبكرة، بعمر 55 سنة فرجعت إلى إخوتها بمدينة حاسي بحبح مع حلول سنة 1984، حيث عانت كثيرا مع هذا المرض، وتوفيت يوم 09 جانفي 1985م، عن عمر يناهز 57 سنة. ودُفنت بمقبرة زاوية عين أقلال ببويرة الأحداب ... فرحمها وأسكنها فسيح جناته.

ويلتمس أهلها يلتمسون من السلطات العمومية لولاية الجلفة بإطلاق اسم المرحومة على هيأة عمومية نظير ما قدمته للوطن.

المنظمة الوطنية للمجاهدين الأمانة الولائية لولاية الجلفة
متحف المجاهد لولاية الجلفة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق