هل تعلم السيد رئيس المجلس البلدي الموقر: أن حاسي بحبح تعاني من غياب تام للتهيئة الحضرية عبر مختلف أحيائها فلا أحياء بوعافية والعرقوب والمناضلين والقندوز بأحسن حال فشوارعهم تئن تحت وطأة الحفر واهترائها حتى حار فيها الصغار قبل الكبار وأطلقت حناجرهم لدعوات في حق من أوصلها لهاته الحالة لو مزجت بماء البحر لارتجى أن يكون ترابا.
سيدي الفاضل: سؤال لطالما حيّرني هل تقطن فعلا بمدينة حاسي بحبح!؟ وهل تعيش ما يعيشه المواطن فيها!؟ هل تمر كل صباح مساء بشوارعها وأزقتها وأحيائها!؟...ما دمت هنا بيننا لن أذكّرك بشارع "الشيلي" وشارع "طالبي" ولن أهز قلبك المتخم بالمشاكل والهموم اليومية بحالة شارع طريق حاسي العش المزرية على امتداد أكثر من كيلومتر ونصف، ولن أذكرك بشوارع أخرى فأهل مكة أدرى بشعابها... فلطالما كشفت لنا أولى زخات المطر بمدينتنا الغش وسوء الإنجاز في مشاريع التهيئة حتى أصبح وسط المدينة مركزا للتجمعات المائية، فلا بالوعات ولا مجاري مائية تحمي عورتها، فنفس المشهد يتكرر دون أن تُحرك ساكنا ...وآخر هاته الصورة البائسة تزفيت شارع "الشيلي" وما جاوره قبيل شهر رمضان والذي أصبح ساعات بعد تزفيته عبارة عن برك مائية مخزية، كشف للعيان حجم الارتجالية في الإنجاز...
قد يكون لسان حالكم لا نملك عصا سليمان، نعم لا تملكونه حقا... ولكن تملكون خزينة مَلأَى بالمليارات فأين وكيف ومتى تم صرفها؟، تملكون عتادا كبيرا من عهدة المجلس السابق لايزال رهين الصدأ بحظيرة البلدية، تملكون وتملكون ووو... ولن أحصي لك مشاكل أخرى كالسكن والتوظيف، ولا قائمة منحة كورونا، ولا قفة رمضان وهل وصلت لمستحقيها، بل لن أذكرك بتوزيع قطع الأراضي التي أعييتم الناس بها منذ وصولكم بمبرّرات لا يستسيغها عقل ولا منطق فلا اجتهاد مع نص سيادة المير، ثم ماذا عن المدارس الابتدائية وترميماتها وما تعانيه من نقص في التجهيزات؟ رغم الكم الهائل منها بمخازنكم فأين هي من مستحقيها؟ هل نزلتَ للميدان لترى الحقيقة بأم عينك؟ أم أن عيونك التي بثثتها هنا وهناك خانتك في إصلاح الحال، فالمدارس لن تنسى ما أغدقه عليها المجلس السابق من أجهزة ومعدات وأدوات مكتبية فاضت به خزائنها.
السيد المير: لن أطيل عليك في سرد ما تعانيه حاسي بحبح فمشروعك الذي قدمته للمواطنين عشية انتخابك حري بالإلمام بواقعها ونقائصها، لكني سأذكرك هنا في هاته الخاتمة بأن فوزك بالانتخابات الماضية بواقع 2693 صوتا من أصل 42 ألف ناخب هو رقم حقيقة لا يؤهلك للمضي في عملية التنمية بهاته المدينة التي كانت ربما حينها غضبى عن تسييرك سابقا...
ولكن ما عسانا نفعل أمام هاته الأرقام والواقع يفرض منطقه، هنا سأكون مخلصا في القول لك بأنه إن أردت أن يُختم لك بالعاقبة الحسنى لدى ساكنة المدينة عليك أن تنتفض من جديد بعيدا عن الألقاب الزائفة والمسميات المهلكة... وتباشر من جديد هيكلة عملك والوقوف عيانا على مشاريع التنمية عبر كافة أحياء حاسي بحبح والنزول من برج المدينة الفاضلة إلى البسطاء من أبناء المدينة ... وثمة فقط عسى التاريخ أن يكتبك الرجل الفاضل الذي مر من هنا ذات يوم مبارك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق