بلدية حاسي بحبح بالجلفة مشاكل بالجملة ترهن تطلعات المواطن البحبحي إلى الأفضل
https://www.djelfainfo.dz/ar/enquete/88.html بقلم محمد صالح
على سفح جبل الأحداب وعلى امتداد التلال والسهول تتراىء للناظر مدينة ارتبط اسمها عبر السنين بثلاثية الماء والريح والمروحة حتى أصبحت مدينة الحاسي الذي لاينفذ والرياشة التي لا تتوقف عن الدوران مدينة قيل عنها الكثير حتى تحولت إلى ذكر عبر الألسن ...هكذا هي مدينة الرياشة التي لاتزال في سباق دائم تأبى الا مجاراة الرياح ليلها كنهارها لا يكاد يتغير فيها شىء إنها فوق ذلك كله الام الولود لشباب كلهم حيوية ونشاط هي "عروس الجلفة الفاتنة" كما يحلو للبعض تسميتها لكنها مع ذلك تبقى تتخبط في مشاكل متعددة زادت من معاناة المواطن البسيط و أثرت سلبا على مسايرة الركب فكانت حجرة عثرة في طريق رقيها وتقدمها للوصول على الهدف المنشود .
تتميز بلدية حاسي بموقع استراتيجي هام ومتميز إذ تقع بمحاذاة الطريق الوطني رقم 01 شمال عاصمة الولاية الجلفة تبعد عنها بمسافة 50 كلم وعن العاصمة الجزائر بمسافة 250 كلم تحدها شمالا بلدية بويرة الأحداب وجنوبا بلدية عين معبد وشرقا بلدية حاسي العش أما غربا فتحدها بلدية الزعفران مما جعل منها نقطة عبور ومركز استقطاب هام اذ تعد واحدة من اهم البلديات على مستوى الولاية حيث تتربع على مساحة معتبرة تقدر بـ 72170 هكتارا وبتعداد سكاني يفوق الـ 80 الف نسمة لتحتل بذلك المرتبة الرابعة بعد كل من عاصمة الولاية الجلفة وعين وسارة ومسعد من حيث عدد السكان ، وتتسم بلدية حاسي بحبح بطابعها الفلاحي وشساعة أراضيها الزراعية الخصبة وكذا توفرها على إمكانيات بشرية وطبيعية هائلة تؤهلها لكي تكون في مستوى التطلعات لتجسيد واقع تنموي منشود لكن سوء الإستغلال وتفاقم المشاكل المترتبة عن سنوات التسيير السيء أخر في نموها وأبطأ حركة تطورها الخاسر الأكبر فيها المواطن البحبحي البسيط .
بلدية عاجزة ..وملايير في مهب الريح ....
بلدية " البون كموند " هذه هي التسمية التي أطلقها العارفون بخبايا وكواليس البلدية عليها في العهدة السابقة والتي أتت على الأخضر واليابس كما يقول الجميع هنا ، فعلى الرغم من العجز الكبير والديون المتراكمة التي عرفتها البلدية في السابق إلا أن المجلس السابق المنتهي ولايته عجز عن السير بالبلدية إلى الأمام بل جعل منها بلدية من بلديات السبعينيات حيث أخر من تقدمها ونموها الذي كان ينشده المواطن البحبحي والذي صدم أمام هول الملايير التي كانت تذهب وتتطاير هنا وهناك بلا حسيب ولارقيب وكذا الملاحقات القضائية المتوالية التي عرفها المجلس السابق ، فقد أدين المجلس السابق بتهمة سوء التسيير وتبديد المال العام لمبالغ ضخمة تجاوزت الـ 34 مليار سنتيم حيث تم حبس رئيس البلدية السابق وبعض أعضاءه بالإضافة إلى لعنة الملاحقات القضائية في حق المجلس الذي شكل عقبه مباشرة بتهمة إبرام صفقات مشبوهة كان أبرزها صفقة مضخات المياه من نوع " بانيلي" الإيطالية والتي قدرت بـ 240 مليون سنتم .
ليبقى المواطن البحبحي المغلوب على أمره ينتظر من المجلس الشعبي البلدي الجديد – المجلس الطيف – تخطي وتجاوز عقبات الماضي ورفع التحدي لتدارك مافات للإخراج البلدية من "الهاوية" ومحاولة النهوض بها بما يخدم الصالح العام وهو أمريتطلع إليه كل مواطن .
تذبذب في التهيئة العمرانية ....
لاتزال أغلب الأحياء السكنية المترامية الأطراف عبر هذه البلدية لم تستفد من مشاريع التهيئة العمومية المتكاملة كأرصفة الشوارع وتزفيت الطرقات والشوارع التي يغمرها التراب الكثيف والحصى ، حيث تبقى الإستفادة مقصورة على بعض الأحياء دون غيرها ، فبالرغم من تسجيل بعض التحسينات في هذا الإطار مست مؤخرا أحياء المناضلين وحي بوعافية صاحب الحضوة الكبرى في هذا الشأن وكذا حي القندوز الذي شمله جزء بسيط من أرصفة بعض الشوارع وتزفيتها وهي إستفادة تدخل في إطار المشاريع القطاعية إلا أن هذا الحي الكبير جدا والذي يشكل ساكنوه ثلثي مدينة حاسي بحبح يبقى يفتقر إلى الشيء الكثير والعمل الجبار لتحقيق ما يصبوا إليه أبناء هذا الحي المهمش ، هذا وتبقى مختلف الأحياء الأخرى تعاني الكثير بسبب نقص خدمات التهيئة المتكاملة مما يعطي للمدينة منظرا غير لائق بسبب إنتشار الغبار خاصة عند هبوب الرياح ، بالإضافة إلى ما يشكله من إصابة السكان بالأمراض الناجمة عن استنشاق الاتربة، وفي ظل انعدام الانارة العمومية تبقى أحياء القندوز والعرقوب وقصر الفروج وحي العطارة و211 رهينة الظلام الى اشعار اخر قد لايكون قريبا.الصحة المرضية ...معاناة المواطن التي لاتنتهي ....
قطاع الصحة هو الآخر بهذه البلدية يعرف حالة كبيرة من التدهور جراء المشاكل التي يتخبط فيها والتي نجم عنها ارتفاع في مدى المعاناة والألم التي أصبح يتجرعها المواطن في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي أنهكت كاهله المثقل بالهموم والمتاعب ، حيث تبقى المؤسسة العمومية الإستشفائية العقيد أحمد بوقرة بحاسي بحبح عينة حية لهذا الواقع على الرغم من الجهود التي تبذل من أجل النهوض به وتحقيق الأفضل إلا أن هذه الجهود تبقى محتشمة ، فهذا المستشفى الذي تبلغ قدرة استيعابه 240 سريرا يعتبر الملاذ الوحيد لسكان المدينة للتداوي والعلاج ، وإذا كان هذا القطب الإستشفائي مع مطلع التسعينيات قبلة ومقصد الكثير من المرضى من مختلف أنحاء الوطن للسمعة الطيبة التي اكتسبها والشهرة التي حظي بها آنذاك نظرا للتشكيلة الهامة والكفاءة المتميزة من الأطباء ذوي الاختصاص الذين كان يزخر بهم إلا أن هذا الوضع لم يدم طويلا وأصبح مع مرور الوقت مفرغا من كل شيء حتى أضحى هيكلا بلا روح وسببا مباشرا في تعميق جراح وآلام المرضى لافتقاره لأدنى وسائل العلاج ، ومع كل هذه السلبيات التى عرفها قطاع الصحة ككل ومستشفى أحمد بوقرة بالخصوص إلا أننا نسجل بعض التحسن الملحوظ في الآونة الأخيرة من خلال جلب بعض الأخصائيين في بعض المجالات والذين ساهموا بقدر ولوبسيط في التخفيف من معاناة المرضى ، هذا ويبقى المريض يدفع الثمن أين يضطر للدخول في رحلة شاقة كلها تعب وألم أملا في العلاج وهذا ما نلمسه من خلال النقص الفادح في إجراء التحاليل التي يجد المريض نفسه مجبرا على إجرائها عند الخواص وبأثمان باهضة أحيانا ترهق كاهله وتزيد في معاناته ، كما نجد من جهة أخرى التذمر الكبير والامتعاض الشديد من الوضع الذي آلت إليه مصلحة التوليد والتي باتت تشكل هاجسا حقيقيا لقاصديها بسبب الإهمال واللامبالاة وعدم الإهتمام بالحوامل مما نتج عنه عدة وفيات سواءا عند المواليد الجدد أو النساء ولا أدل على ذلك الحامل التي توفيت الأسبوع الفارط بسبب نزيف وقع لها بعد أن وضعت مولودها بصورة طبيعية وهذا الأمر لمسناه عند العديد من المواطنين الذين عبروا عن سخطهم الشديد تجاه هذا الوضع الذي آلت إليه هذه المصلحة ، لتبقى بذلك الصحة بحاسي بحبح مريضة تنتظر من يأخذ بها إلى بر الأمان .
أين مشروع الحمام المعدني ....؟.
يبقى سكان حاسي بحبح ينتظرون بفارغ الصبر على أمل تحقيق مشروع الحمام المعدني الذي تاهت طلاسمه بين عدة إدارات ومؤسسات ، فهذا الحمام الذي كان في نهاية الثمانينات مقصد الكثير من الناس من مختلف المناطق حتى إشتهرت به مدينة الحاسي كان عبارة عن بئر وحوض كبير يخرج من الماء الساخن والذي بإمكانه مداواة العديد من الأمراض لكن سنوات الجمر والإرهاب كانت السبب المباشر في هجره حتى غارت هذه المياه ، ومع مطلع سنة 2000 برمج كمشروع قطاعي حيث زاره الوالي السابق "محمد الكبيرعدو" ووقف عليه من أجل إعادة إحياءه من جديد حيث رصدت له ميزانية هامة قدرت بـ 14 مليار سنتيم وجعله شبه قرية سياحية وبدأت أشغال الحفر والتنقيب وهو الأمر الذي إستبشر له سكان حاسي بحبح خيرا حيث تواصلت إلى مدة سنتين تقريبا وتم إخراج الماء متدفقا ساخنا مما جعل جموع المواطنين يتوافدون عليه من مختلف البلديات قصد التداوي والاستجمام لكن سرعان ما تم إجلاء جميع قاصديه وتبخر حلم الجميع دون سابق إنذار وهو الأمر الذي استهجنه سكان المدينة وبقى مشروع الحمام المعدني لغزا محيرا دون جواب يتقاذف مسؤوليته مختلف القطاعات المعنية ، ليبقى هذا المشروع الهام والحيوي الذي من شأنه استقطاب المستثمرين وتوفير مناصب شغل هامة ينتظر التجسيد قريبا .
غياب تام للمساحات الخضراء....
تفتقر المدينة الهادئة إلى المساحات الخضراء التي تعتبر الوجه الجمالي الآخر الذي يطبع المنظر العام لها ، والتي من شأنه أن يزيد في بهائها ، خاصة وأن بعض الأحياء تحولت منذ وقت سابق إلى ورشات حقيقية للحفر والبناء إذ لم يتم احترام المعايير الخاصة بالمساحات الخضراء فكل ما هو أخضر بهذه المدينة وضع بصورة مناسباتية فقط سرعان ما يزول بزوال دواعيه ومسبباته ، ضف إلى ذلك الانعدام الكلي للمساحات الخاصة بلعب الأطفال خاصة بأحياء كبيرة ذات الكثافة السكانية كحي السوق والقندوز الشرقية والعطري وتجزئة 540 و211 وغيرهم كثير ،أما الحدائق التي يمكن الذهاب إليها للتنزه وتغيير الأجواء المعتادة فلا وجود لها تماما والحديث عنها يعد ضربا من المستحيل الشيء الذي يعطي للمدينة منظرا مغايرا من الناحية الجمالية مما يتطلب اليوم قبل غد إعادة النظر في السياسة المحلية حول المساحات الخضراء وإعطائها الأهمية اللازمة من أجل صورة فنية وجمالية للمدينة تعود بالنفع الحسي على المواطن بدل الاختناق الحاصل من جميع النواحي وهو ما ذهب إليه أغلب المواطنين الذين تحدثنا معهم في هذا السياق.
الشباب المهمش والثقافة الغائبة....
منها تبدأ المعاناة وتتلخص المآسي في ذكر "فئة الشباب البطال" وما أدراك ما البطالة ،فئة تتجرع مرارة بل شبح الفراغ الذي لاينتهي ، حيث تبقى فئة الشباب بمدينة حاسي بحبح الغالبة ، لكنها تظل تعاني شبح البطالة القاتلة والتي أتت على الجميع سواءا ذوي الشهادات والكفاءة أو غيرهم وما أكثرهم ، مما دفع ببعضهم للانحراف والولوج إلى عالم المخدرات والرذيلة للهروب من الواقع المر المفروض عليهم في غياب تام للمرافق الحيوية وكذا المنشآت الرياضية باستثناء المركب الجواري والقاعة المتعددة الرياضات والتي تبقى بعيدة عن طموح الشباب الذي بات مغيبا في كل شيء بالرغم من كل الإنجازات المحققة على جميع المستويات والأصعدة والتي تعد مفخرة حقيقية لمدينة حاسي بحبح وكذا ولاية الجلفة بصورة عامة ، وما حققه فرع الكونغ فوشو من ألقاب جهوية ووطنية وكذا انضمام بعض عناصره سابقا إلى الفريق الوطني لخير دليل على ذاك ، بالإضافة إلى فرع ألعاب القوى الذي أستطاع أحد أفراده من حصد الجائزة المغاريبية الأولى في العدو الريفي سنة 1995 وغيرهم كثير ،والتي تبقى المقاهي فضاءات واسعة لتمضية أوقات الفراغ القاتل الذي يحاصرهم من كل جانب وما قيل عن الجانب الرياضي يقال كذلك عن الجانب الثقافي والتي باتت من خلاله مدينة حاسي بحبح على وقع شطحات الثقافة المناسباتية الموجهة فالمركز الثقافي الوحيد على مستوى المدينة أصبح مع مرور الوقت هيكلا بلا روح قد عفى عنه الزمن حيث حرم الشباب فرص التنشيط الثقافي والإبداعي والفني لتحقيق فضاء واسع لصقل المواهب الشبابية والطاقات المبدعة كسرا للجمود وحالة الركود الثقافي الحاصل وخلق تمازج وتزاوج ثقافي من شأنه أن يكون متميزا ربما قد تساهم في بعثه من جديد فضاءات المكتبات الحضرية التي هي قيد الإنشاء حاليا ...
قطاع السكن العجز الدائم ....
قطاع السكن هو الأخر يبقى ينتظر حلول عاجلة وسياسة رشيدة تتمثل في توزيع عادل وحقيقي للحصص السكنية التي تستفيد منها البلدية من وقت لأخر ، حيث تم مؤخرا إستفادتها من 250 وحدة سكنية جديدة عقب الزيارة الأخيرة لوزير السكن موسى نورالدين لولاية الجلفة ، هذا وقد تم خلال شهر فيفري الماضي توزيع 125 سكن إجتماعي من أصل 7600 ملف مقدم حيث تعتبر هذه الحصص السكنية ضعيفة جدا وغير كافية لتلبية حاجات المواطن بهذه البلدية التي تبقى تتطلع إلى المزيد بالنظر إلى الطلب المتزايد الذي يتجه في منحى تصاعدي ومطرد مع العدد السكاني الهائل للمدينة ، لذا وجب على السلطات المحلية التي ينتظرها عمل جبار إيجاد حلول بديلة كبيع قطع الأراضي للحد من ظاهرة السكن التي تبقى
من أكبر المشاكل والمعوقات التي تقف حجرة عثرة في طريقها ، بالإضافة إلى محاربة ظاهرة المتاجرة بالسكنات التي تؤخذ بطرق ملتوية وبالتواطؤ عن طريق "المعريفة" و"سياسة الكوطات" على حساب أصحاب الحق ومن هم في أمس الحاجة إليها وما السكنات الكثيرة"الشاغرة" خاصة في حي بوعافية والتي تتجاوز نسبتها الـ 20 بالمئة لخير دليل على ذلك .
محطة النقل... العذاب المستمر....
إذا ذكرت محطة نقل المسافرين فإنك حتما ذكرت العذاب الذي لابد منه ، حيث نجد أنه يوجد بمدينة حاسي بحبح محطتين لنقل المسافرين شمالية باتجاه عين وسارة والبليدة وتقع خارج التجمعات السكانية وأخرى جنوبية تقع بحي بوعافية تخص المسافرين إلى عاصمة الولاية الجلفة إذ ما على المسافر الذي يريد التوجه الى مدينة الجلفة إلا قطع مسافة لا تقل عن 3 كلم وقد تزيد الى 5 كلم مشيا على الأقدام خاصة ساكني الأحياء البعيدة كحي المناضلين والقندوز والعطري وتجزئة 540 في ظل النقص الفادح في النقل الحضري الذي تم فتح خطوطه مؤخرا والذي يبقى بعيدا جدا عن تقديم خدمات في المستوى المطلوب للتخفيف من معاناة قاصدي هذه المحطة "العذاب" التي كانت إلى وقت قريب جدا لا تحمل إلا الاسم نظرا لإفتقارها إلى أبسط الضروريات حيث تم مؤخرا إنجاز مشروع محطة هي قيد الإنجاز ولكن هذا المشروع يبقى بسيطا جدا بالنظر إلى كونه شمل إنجاز أرضية المحطة ومراحيض عمومية وعدة محلات صغيرة في ظل غياب أماكن وقاعات أو حتى جدران يمكن الالتجاء إليها لحماية المسافرين من تقلبات الجو مع برودة الشتاء وحرارة الصيف .
وأمام هذه الوضعية غير اللائقة التي زادت من معاناة المواطنين بهذه البلدية الكبيرة وعمقت جراحه يبقى الكل ينشد حلا عاجلا للنقل الحضري وكذا لهذه المحطة التي تعكس الصورة الحقيقية للمدينة لكل القادمين إليها.
ملايير ..لغلق وادي محتمل الجريان......؟..
يبقى وادي حي القندوز والمسمى بواد ضاية البواصير الذي يشق الحي إلى قسمين كبيرين ينتظر حلا نهائيا من أجل حماية وسلامة سكانه والذين يتطلعون إليه في المستقبل القريب حيث كان هذا الوادي في السنوات السابقة يشكل هاجسا حقيقيا ينغص عليهم معيشتهم خاصة مع حلول فصل الشتاء ، إذ ومن خلال الزيارة التي قادتنا إلى عين المكان شاهدنا مدى المأساة التي لحقت بالسكان وبالشارع الذي يمر به الوادي بالإضافة إلى المخلفات التي يتركها في حال جريانه ، هذا وقد كان آخر مرة سال فيها هذا الوادي بصورة كبيرة شهر أوت 2001 أين غمرت مياهه كل السكنات بعد الفيضان الكبير الذي يتذكره قطنوا الحي بكل أسى سنة1990 والتي غمر فيها الماء السكنات وصلت حدا من الإرتفاع فاق المتر في كثير من البيوت في ظل التجاهل المتواصل من طرف السلطات المحلية، والتي تحركت بحلول ترقيعية تمثلت في سد الوادي من منبعه بواسطة تجميع الأتربة وسد كل منافذه.
في حين نسجل في الجهة المقابلة المشروع "اللغز" الذي حير سكان حاسي بحبح وبالأخص سكان حي المناضلين والمتمثل في مشروع سد وادي بن عربية الذي لم يأتي بالماء منذ ما يقارب الـ 40 سنة حسب حديث بعض الشيوخ والعارفين بالمنطقة والذي تم إنجازه بمبلغ تجاوز الـ 22 مليار سنتيم دون أن تكتمل به الأشغال بعد أن ظهر خطأ جسيم في طريقة إنجازه لكون عملية الأشغال إنطلقت من مكان إنتهاء الوادي لا من منبعه ليصطدم في وسط طريق الوادي بإرتفاع النفق المنجز عن المنبع الذي يجري منه الوادي ليصبح في الأخير ما أنجز في مهب الريح ولا معنى له...؟ لتذهب بذلك ملايير كان لها أن تصرف في مشاريع أخرى أكثر نفعا وجدية لا أن ترمى في غلق واد محتمل الجريان.....؟
ليبقى بذلك المواطن البحبحي المغلوب على أمره يتطلع إلى مستقبل أفضل من خلال المراهنة على عمل المجلس البلدي الجديد الذي جدد عهده بالنهوض بواقع البلدية ورفع التحدي من أجل تدارك مافات ، فهل يجني المواطن البسيط حقيقة تلك الوعود في القريب العاجل أم يكون العكس وتبقى دار لقمان على حالها.
تحقيق واستطلاع/ صالح محمد
نشر يوم 05/10/2002 بيومية البلاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق