الجمعة، 21 ديسمبر 2018

أُحبّها وتُحبني.. ويحبُ ناقتَها بعيري / للشاعر الجاهلي المنُخَّل اليشكري

المنُخَّل اليشكري شاعر جاهلي، كان من شجعان العرب له مهابة وجمال وكان النعمان بن المنذر، قد اتهمه بامرأته التي سميت بالمتجردة.. وقيل انه وجدها معه بعد رجوعه من القنص وقيل انه اتهم بها فقط، فقتله النعمان، وقيل عاقبه وحبسه، فضربت العرب به المثل: (حتى يؤوب المنُخَّل) وقال فيه ذو الرمة:
تقارب حتى تطمع الطامع الصبا
وليست بأدنى من إياب المنُخَّل
وكانت امرأة النعمان مغموزة في عرضها وهي جميلة حسانة، والمنذر قبيح قميء.. ولدت منه غلامين وكانا اشبه الناس بالمنُخَّل في جمالها، ومن هنا كانت التهمة.. وكان جميلاً وسيماً، والنعمان احمر ابرش قصيراً دميماً، وكان من عادة النعمان ان ينادم المنُخَّل فلا يفارقه، الا اذا خرج للصيد فيخلو المنُخَّل بالمتجردة، ويظل عندها طوال يومه، حتى اذا علمت المتجردة بقدوم النعمان اخرجته من باب جانبي، فركب النعمان ذات يوم، فأتاها المنُخَّل كعادته فانشغلت به، فلما جاء النعمان ورأها مع المنُخَّل على ذلك الحال، امر بصاحب سجنه ان يسجنه ويعذبه حتى مات، والمتجردة اسم اطلق عليها لاسقاط الرداء الذي يحجب راسها واسمها الحقيقي ماوية وقيل هند، وكانت اجمل نساء زمانها وكانت في الاصل زوجة المنذر فلما مات تزوجها ابنه النعمان على عادة زواج المقت عند العرب قبل الاسلام.

وكان الشاعر النابغة الذبياني يجالس النعمان وينادمه بوجود المتجردة، فقال النعمان، للنابغة ان يصف المتجردة فوصفها بقصيدة مطلعها
أمن آل مية رائح أو مغتدي
عجلان ذا زادٍ وغير مزود
ووصفها وصفا دقيقا حتى وصف اماكن العفة منها، فغار المنُخَّل من النابغة وقال للنعمان: ابيت اللعن هذا وصف معاين.. فهرب النابغة خوفاً على حياته، وخلا المكان للمنُخَّل، وبهذه القصيدة سميت امرأة النعمان بالمتجردة.
وقيل ان الاسم الذي اطلق عليها المتجردة ان النابغة قد رأها متجرة من ملابسها وليس من حجاب الرأس. ومن قال الحجاب فانه غطاء الرأس. ويأتي على كتفيها والى منتصف جسدها:
سقط النصيف ولم ترد اسقاطه
فتناوله واتقتنا باليد،
ويعرف من هذا البيت ان المتجردة ليس من كل لبساها..
لذا توحد المنُخَّل بالمتجردة وجرى له ماجرى من التعذيب والقتل..
وقال قبل قتله في قصيدة غزلية
ان كنت عازلتي فسيري
نحو العراق ولا تحوري
وفيها ابيات غزلية مشهورة منها:
ولقد دخلت على الفتاة
الخدر في اليوم المطير
الكاعب الحسناء ترفل
في الدمقس وفي الحرير
فدفعتها فتدافعت
مشي القطاة إلى الغدير
فلثمتها فتنفست
كتنفس الظبي البهير
فدنت وقالت: يا منُخَّل
مابجسمك من حرور
وقال:
ياهند هل من نائلٍ
ياهند للعاني الأسير
حتى قال:
وأحبها وتحبني
ويحب ناقتها بعيري

هناك تعليق واحد: