زيارة وزير الموارد المائية لم ترق لما تعانيه أحياء ومدن ولاية الجلفة من عطش دائم
22:44 03/07/2019
لم تأت زيارة وزير الموارد المائية "علي حمام" مؤخرا لولاية الجلفة بأي جديد سوى إعادة لاسطوانة مشاريع سابقة لم تغيّر في حياة المواطن شيئا و الذي لايزال يعاني من نقص فادح في التزود بالمياه الصالحة للشرب بل وانعدامها في كثير من المرات عبر مختلف أحياء عاصمة الولاية الجلفة و مختلف بلديات الولاية كحاسي بحبح وعين افقه و القديد وغيرهم... في ظل صمت وغياب السلطات المحلية عن معالجة المشكلة..
وكان وزير الموارد المائية "علي حمام" قد استمع لعرضين مفصلين الأول خاص بمشروع تزويد مدينة عين افقه بالمياه الصالحة للشرب عبر محطة الضخ بأولاد سعيد وهو المشروع الذي تعاقب عليه أربع ولاةفمنذ عهد الوالي جلاوي لانزال نسمع بهذا المشروع ويسجل باستمرار ضمن أنشطة الزيارات البروتكولية للولاية...نفس الشيء بالنسبة لمشروع دراسة تزويد بلدية حاسي بحبح انطلاقا من حقل بويرة الاحداب فتارة يقال مشروع دراسة وتارة انطلاقة المشروع....رغم تأكيدات بعض المصادر في مؤسسة المياه بالولاية بأن المشروع سيتم استلامه شهر مارس الفارط لكن الأمر يبدو مجرد لعب بالأرقام و تصريحات للإستهلاك الاعلامي لاغير..
ورغم استفادة الوزير ببرنوس هو رمز للرجولة والصدق إلا أن سكان الجلفة لم يستفيدوا من ورائه من شيء سوى حالة الغضب التي طبعت تصريحات عدد كبير من المواطنين ترجمتها الاحتجاجات التي صاحبت الزيارة أمام مقر المجلس الشعبي الولائي، وأمام مقر بلدية سيدي بايزيد، و أخرى لمواطني بلدية القديد بقطعهم للطريق من أجل الماء الشروب..الذين قالوا لانريد برانيس وعبث باسم المنطقة وأغلب أحياء الولاية ترزح تحت العطش. نريد مشاريع تجسد على أرض الواقع ...
سكان حي بن سعيد و حي 26 عمارة بعين الشيح ...الماء غائب منذ أسابيع!
لايزال سكان حي 26 عمارة التي تقع بمقابل مسجد الإمام عامر محفوظي بجوار المحطة البرية عين الشيح بالجلفة يعيشون وضعا مزريا بسبب غياب الماء الصالح للشرب عن حنفياتهم منذ أكثر من شهر دون أن تتدخل مصالح المياه لتدارك المشكل، وحسب ممثل سكان الحي السيد "ج. عبد الرحمن" في حديثه لـ"الجلفة إنفو" فإن مشكلة غياب الماء الشروب عن منازلهم يعود إلى ما قبل شهر رمضان حيث عانينا الأمرين بحجة عطل المضخات، مشيرا إلى تقديمهم لشكاوي لدى مصالح المياه بهذا الشأن حيث تم الإستجابة من خلال إصلاح أعطاب هاته المضخات وبدأت المياه تصل للعمارات لكن بصورة سيئة جدا حيث تصل للطابق الأرضي فقط أما بقية الطوابق فتضل بدون ماء، وهو ما زاد من حجم معاناة ساكنة الحي ، ويضيف محدثنا أنه لدى استفسارهم عن الأمر لم يجدوا جوابا مقنعا فيما علموا من جهات أخرى أن العامل المكلف بعملية فتح المضخات والمحولات لتزويد الحي بالماء يقوم بفتحها بشكل ضعيف بحيث لا تصل إلى بقية الطوابق بسبب ضعف ضخ المياه ، كما استهجن السكان وقت استفادتهم من الماء الذي يبدأ على الساعة الحادية عشر ليلا وهو وقت نوم أغلبهم بحيث لا يتمكنون من الإستفادة من تخزين الماء.
أما سكان حي بن سعيد فيتقاسمون نفس المعاناة فالماء الشروب غائب عنهم منذ أشهر ولا يصلهم إلا مع قطعهم للطريق والاحتجاج ومع ذلك يبقى تزودهم بالماء غير منتظم وبصورة تدعو للغضب والاستهجان من طريقة تسيير هذا الشأن من قبل مصالح المياه بالولاية..
هذا ويشهد محور الدوران بالقرب من المقر الولائي للحماية المدنية بحي بربيج تسريبات للمياه بصورة دائمة وعلى مدار العام دون أن تتدخل مصالح المياه لغلق هاته التسريبات ...في وقت كان الأولى تزويد السكان بالماء وليس تركه هدرا بهاته الصورة البائسة...
حاسي بحبح .....على وقع مهازل التزود بالماء
أما مدينة حاسي بحبح فلا تزال تعاني العطش شتاء وصيفا وهو الواقع الذي يفضح "خواء" التقارير التي تم رفعها عن وضعية المياه برابع أكبر دائرة بالولاية خلال دورة المجلس الشعبي الولائي مؤخرا والتي "غطت" عن حقيقة ما تشهده المدينة من عجز كبير في التزود بالماء الشروب يكشف في كل مرة "عورة" التصريحات "البراقة" الموجهة للاستهلاك الإعلامي وتغطية الأزمة بغربال "مشاريع" لم يجن منها المواطن البحبحي إلا "الريح" والمعاناة.
فأحياء القندوز و الوسط و العطرى أحياء تعيش غياب الماء الشروب وان وصل فبصورة بائسة أكثر من حضوره لضعف ضخه و مجرد دقائق ثم ينقطع عن الحنفيات، ورغم الوعود إلا ان الأمور بقيت على حالها ....
والسبب في ذلك حسب تصريحات بعض مسؤولي وحدة حاسي بحبح هو نقص قوة الضخ في العديد من الأبار الإرتوازية التي تزود المدينة مثل آبار الثويلية التي تغطي الجهة الشمالية الشرقية للمدينة والتي تتعرض للكثير من الأعطال، تارة على مستوى المضخات وتارة من حيث نقص التدفق.....كل هذا أمام مسمع ومرأى جميع السلطات رغم الملايير التي التهمتها مشاريع تجديد شبكات المياه بالمدينة والتي تركت أحياء وشوارع حاسي بحبح خرابا ....؟؟
ليبقى سكان أغلب أحياء ومدن ولاية الجلفة ينتظرون تدخلا جادا للسلطات الولائية بعيدا عن الإستهلاك الإعلامي من أجل إيجاد حل سريع لهذا المشكل، و لاسيما أن الوزير اعترف في زيارته الأخيرة بسوء التسيير داخل قطاعه من خلال تصريحه بأن ولاية الجلفة ليس بها مشكل يخص نقص موارد الماء الشروب، وقد عرفت تخصيص مبالغ مالية معتبرة لهذا القطاع غير أنها تسجل بعض الإنشغالات التي تحتاج إلى حلول وتسيير أنجع ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق