الطور الابتدائي لبنة المدرسة الجزائرية ومستقبل الأمة ....بين النظرة "الدونية" و تهميش السلطة الوصية
8:29 18/02/2018
لايزال الطور الابتدائي بالمدرسة الجزائرية يعيش حالة من التهميش واللامبالاة أثرت على منتسبيه بشكل مباشر في غياب تكفل حقيقي بكم من المشاكل المتراكمة، ورغم كون هذا الطور هو اللبنة الأساسية و القاعدة الصلبة في بناء الأجيال وتلقين قيم المعرفة والمحبة وتنشئة الفرد الصالح بما يعود على الوطن بكل خير إلا أنه بقي غارقا في جملة من المعوقات التي زادت من عمق الهوة وألقت بظلالها على الأستاذ في هذا الطور الذي لا يزال يصارع وحده، ليبقى بذلك المعلم صمّام أمان وقاطرة الدفع لهذا الطور المهمش.
وبعيدا عن الأضواء البراقة والتصريحات الجوفاء يمكن أن نلخص معوقات هذا الطور في جملة من النقاط التي منها ماهو محلي ومنها ماهو وطني نوردها كما يلي:
- يعاني الطور الابتدائي من نقص فادح في الوسائل البيداغوجية على مستوى جميع الابتدائيات (ماسح ضوئي – خرائط ......)، في ظل التطور الحاصل مما يجعل المعلم يعاني من صعوبات جمّة في مواكبة التطور التكنولوجي وتقريب المفاهيم إلى التلاميذ من خلال الانتقال من النشاط النظري المجرد إلى النشاط الحركي الملموس عبر القيام بتجارب وأنشطة علمية تقتضيه طبيعة المادة المُدَرسة كما هو الحال مع مواد الرياضيات و التربية العلمية والجغرافيا ، وهو أمر يزيد من متاعب المعلم وتبديد قواه.
- الحجم الساعي الكبير (30 ساعة) وهو حجم متعب للأستاذ والتلميذ على حد سواء خاصة بالنسبة للتلميذ بالنظر إلى بنيته الضعيفة وقوّة تحمله المحدودة – 3 ساعات وربع صباحا ومثلها في المساء (8-11.15 صباحا و 13-16.15 مساء) ، وهو حجم ساعي أكثر مما هو مقرر على تلميذ في الثانوية في بعض الأحيان...
- تصنيف أستاذ المدرسة الابتدائية المجحف (صنف 11) مقارنة بطوري المتوسط والثانوي مما ولد لدى الكثيرين نظرة "دونية" للمعلم رغم المجهودات الكبيرة التي يقوم بها من تربية جادة وتعليم سليم للطفل الذي ينتقل إلى طوري المتوسط و الثانوي بصورة جاهزة من حيث الكتابة والقراءة والسلوك والانضباط...وهو تصنيف عكس ماهو معمول به في كثير من الدول المتطورة.
- انعدام قاعات التحضير للأساتذة وحتى للراحة بين فترات الدراسة ، ضف إلى ذلك انعدام المراحيض في العديد من المؤسسات مما يؤثر على عمل الأستاذ....؟
- كثافة البرنامج الدراسي خاصة بالنسبة لأقسام سنوات الثالثة والرابعة والخامسة مما يولد حالة من التيهان للمعلم وكذا التلميذ وعائلته التي تعجز عن مسايرة ما يتعلمه التلميذ باستمرار لكثرة المواد والدروس.
- الاكتظاظ مما أنتج نظام الدوامين المعمول به في أغلب الابتدائيات وهو ما يضيف عبئا آخر عليها ويزيد من حجم الضغوط.
- عدم وجود ساحات للعب التلاميذ خاصة وأنهم في مرحلة الطفولة، وكذا عدم وجود ساحات لممارسة التربية البدنية في أغلب الابتدائيات لكون ساحاتها اسمنتية تشكل خطورة بالغة على التلاميذ في الحالات العادية فما بالك بممارسة الرياضة بها.
- انعدام وسائل الرياضة من كرات و ألبسة ...وعدم وجود أساتذة مختصين بالأنشطة اللا صفية
- عدم وجود مشرفين تربويين يشرفون على انضباط التلاميذ في الساحات وعند الخروج والدخول وكذا مراقبتهم في الساحة وأوقات المطعم كما هو الحال مع طوري الثانوي والمتوسط، وهي المهام التي تزيد من عبء عمل المعلم الذي يقوم بجهد مضاعف داخل وخارج القسم.
- نقص العمال والمهنيين والاعتماد على عمال الشبكة سواء على مستوى المطاعم أو داخل المدرسة من حراسة ونظافة، وهو ما جعل الابتدائيات تعاني من قلة النظافة واهتراء دائم للطاولات داخل الأقسام وأبواب الحجرات في ظل غياب الرقابة والصيانة..
- المعاناة الدائمة مع تكسر الطاولات وعدم صلاحية الكثير منها نظرا لخصوصية تلاميذ هذا الطور، وعدم تجديدها الأمر الذي يجعل تلاميذ العديد من الابتدائيات يدرسون في أجواء غير مريحة ...
- ممارسات بعض منتسبي هذا الطور من مدراء ومفتشين والذين امتهنوا سياسة "تقزيم" عمل المعلم الحلقة الأضعف وجعله يعاني السطوة والحقرة خاصة وأن أغلب أبناء القطاع نساء ، مما ولد شعورا لدى الكثير بامتهان هذا الطور على الرغم مما يحمله من رسالة سامية ....
أما بالنسبة للجانب الإداري خاصة فيما تعلق بولاية الجلفة فنجد عدم الاستقرار في تسيير مكتب التعليم الابتدائي الذي تعاقب عليه في أقل من سنة ثلاثة رؤساء، وكذا تدخل بعض مفتشي الإدارة في عمل هذا المكتب رغم أنه ليس من صلاحياتهم، إلى جانب تدخل أطراف خارجية عن مبنى المديرية من خلال الضغط لقضاء مصالح بعينها كما هو الحال مع فعاليات المجتمع المدني وسياسة البلطجة المتبعة في كثير من المؤسسات.
كما نشير إلى أن تبعية المدارس الابتدائية للمجالس البلدية وعدم استقلاليتها ماليا مثل بقية الأطوار يرهن بشكل مطلق نشاطها كمؤسسة عمومية ويؤثر عليها بل ويجعل منها مجرد "فرع" من الفروع البلدية بعيدا عن خصوصيتها كهيئة تربوية تعليمية تبني الأجيال وتبث القيم.
ليبقى في الأخير الطور الابتدائي يعاني في صمت رغم كل العوائق والجلبة التي تدور حوله ، رأسماله المعلم الذي يحمل عبء هذا الطور وحده مؤمنا برسالته في تربية النشء ونشر الأخلاق.
عيّنة من مدارس ابتدائية بالولاية ومعاناة الأساتذة و التلاميذ ...
http://almaareftijania.forumsfree.org/t470-topic#620
ردحذف● دردشتي مع الدكتور زكريا من الجامعة الا... تحميل
http://forsanalsunah.com/up/do.php?id=1470
_ الترجمة الاستشراقية في التراث الإسلا... تحميل
http://forsanalsunah.com/up/do.php?id=1469
فيه حديث عن الجمعية والدلائل التي تدين مثلا
http://cem200.ahlamontada.net/t2979-topic
لقاء بن غبريط مع رئيس ج ع م ج يكشف عن اختراق اسرائيلي
http://rabaisaadaoui.montadamoslim.com/t117-topic#144
ردحذفللمزيد
http://rabaisaadaoui.montadamoslim.com/t119-topic#147
ردحذف