"يحياوي قويدر" الأمين الوطني في نقابة "الأسنتيو" لـ"الجلفة إنفو" : عزل الأساتذة "غير قانوني" ووزارة التربية سبب الأزمة و فتح أبوابها للحوار مجرد إستهلاك إعلامي
19:59 27/02/2018
https://www.djelfa.info/ar/nadwa/11301.html
في خضم التجاذبات الحاصلة اليوم في قطاع التربية بالجزائر وما انجر عنها من أزمة "مستعصية" باتت تنخر المدرسة الجزائرية انعكست سلبا على واقع الأسرة التربوية والعائلة الجزائرية على حد سواء، بل و أدخلت الجميع في دوامة غير محمودة العواقب، "الجلفة إنفو" تواصلت مع النقابي "يحياوي قويدر" الأمين الوطني المكلف بالتنظيم في النقابة الوطنية لعمال التربية "الأسنتيو" فكان هذا الحوار...
يعيش قطاع التربية منذ نوفمبر الفارط حالة من التشنج الذي لم يشهده من قبل، من احتجاجات وإضرابات مختلفة، أضرّت بشكل كبير بسمعة المدرسة والقطاع ككل، إلى ما يرجع سبب ذلك؟
يرجع السبب في نظرنا إلى ما تعرفه المدرسة العمومية الجزائرية وما يعرفه القطاع نتيجة السياسة المنتهجة في التسيير منذ سنوات وبالخصوص منذ اجراء ما يعرف باصطلاحات المنظومة التربوية سنة 2003، اضافة الى سوء التسيير على المستوى المحلي وتراكم المشاكل في مديريات التربية مما ولّد حالة من التشنج أدت الى الاحتجاج على هاته الوضعيات في كل مرة، ضف الى ذلك الاجحاف في التصنيف و الترقية والادماج الذي سلط على موظفي القطاع منذ سنة 2008 تاريخ صدور القانون الأساسي لموظفي القطاع و المعدل والمتمم بالقانون 240/ 12، إضافة الى الظلم المسلط على حملة شهادة الليسانس وديبلوم الدراسات الجامعية التطبيقية وعلى رأسهم أساتذة المدرسة الابتدائية ومشرفي التربية بعد تهرب وزارة التربية من تطبيق المرسوم الرئاسي رقم 266/ 14 رغم صدوره في الجريدة الرسمية منذ أزيد من 40 شهرا .. تحججا بعدم امكانية التطبيق حتى تعديل القانون الاساسي رغم وجود بدائل قانونية اخرى للتطبيق، كل هذا الى جانب الى ما تعرفه الطبقة العاملة في قطاع التربية خاصة والوظيفة العمومية عامة من انهيار للقدرة الشرائية و الغاء لقانون التقاعد النسبي والتقاعد دون شرط السن، ومحاولة تقليص الحريات النقابية في قانون العمل الجديد.
هناك حملة ضد نقابات بعينها ومنها تكتلكم "الخماسي" واتهام مباشر لها من قبل وزارة التربية وبعض جمعيات الأولياء بأنها هي مصدر الأزمة اليوم، رغم تلبية الوزارة لكافة مطالب الأساتذة، ما تعليقكم؟
وزارة التربية الوطنية ومن يسلك منهجها هي المتسبب الفعلي في خلق الازمات داخل قطاع التربية بسبب عدم فتح قنوات حوار جادة ومسؤولة ترقى الى مصاف التفاوض مع الشركاء الاجتماعيين لإيجاد الحلول وحلحلة المشاكل بما يخدم المدرسة العمومية الجزائرية ويرقى بها الى مصاف المدارس المتقدمة التي دورها بناء مجتمع قوي ومتكامل، لا نريد فتح قنوات حوار شكلية وبروتوكولية هدفها الاول اعلامي بالنسبة للوزارة، فالمشاكل لم تحل رغم وجود محاضر ممضاة مع وزارة التربية الوطنية يعود البعض منها الى سنة 2015 والوزارة دائما تحاور من أجل الحوار دون نتائج ملموسة، لإيهام الرأي العام بأنها تحاور وتفاوض لكن في الحقيقة لتأليب المجتمع على النقابات الفاعلة في القطاع، وهذا لن يزيدنا الا اصرارا على النضال والاستمرار في الدفاع عن حقوق العمال وكل موظفي القطاع فشعارنا في النقابة الوطنية لعمال التربية (ما لم يتحقق بالنضال يتحقق بالمزيد من النضال).
هل يمكن القول أن قطاع التربية اليوم على أبواب سنة بيضاء في ظل ما يشهده من تجاذبات معقدة؟
في هذا الجانب على جميع الاطراف تحمل المسؤولية وايجاد الحلول في أقرب وقت، حتى نبتعد عن شبح السنة البيضاء، فابعاد التلاميذ عن اي تجاذب يحدث داخل القطاع واجب وطني، فضمان تمدرس التلميذ خط أحمر في تصورنا داخل النقابة الوطنية لعمال التربية، لأنه يعتبر أساس العملية التربوية، والوزارة هي المسؤول الاول و المباشر على ضمان تمدرسه في ظروف ملائمة وحسنة وواجبها يُحتم عليها توفير المناخ المناسب لكل اطراف الجماعة التربوية من تلاميذ واساتذة وعمال لأنها المسؤولة على تسيير القطاع بناء على القانون التوجيهي 04/08.
صدرت مؤخرا قرارات بعزل عدد معتبر من زملائكم الأساتذة في عدة ولايات حيث تشير الأرقام إلى أكثر من 11 ألف أستاذ معزول، ماهو تعليقكم على هذا الإجراء ومدى قانونيته وماهو موقفكم منه ؟
نرفض رفضا مطلقا هاته القرارات الارتجالية لوزارة التربية الوطنية بعزل الاساتذة بطريقة غير قانونية لانهم مضربين وفق القانون وغير متخلين عن المنصب، فأول من خرق القانون وتجاوزه في تطبيق قرارات العزل هي الوزارة وليس الاساتذة، هاته القرارات لن تزيد القطاع إلا احتقانا وموقفنا واضح فنحن في جانب عمال القطاع ومتخندقين معهم من اجل تحقيق المطالب وحماية الحريات النقابية ونطالب الوزارة بالتراجع عن هاته القرارات وفتح قنوات الحوار بدل انتهاج سياسة القمع و الوعيد، وفي حال الاستمرار والمضي في تطبيقها فللتكتل النقابي لقطاع التربية ما يقوله في اجتماعه ليوم 10 مارس في هذا الخصوص، ولتتحمل وزارة التربية تبعات أي قرار يصدر عقب هذا التاريخ من طرف التكتل النقابي لنقابات قطاع التربية تضامنا مع الاساتذة المعزولين.
تعالت بعض الأصوات مؤخرا بعد خروج التلاميذ في حركات احتجاجية بعدة ولايات تتحدث على أن هاته الاحتجاجات ورائها الأساتذة وبالأخص نقابات القطاع المحتجة التي تستعمل وتستغل التلميذ كوسيلة للضغط بها على الوزارة من أجل الرضوخ لمطالبها، ما تعليقكم؟
نكرر ان مبدأنا ثابت، واستغلال التلاميذ خط احمر من اي طرف كان، وعلى هاته الاصوات التي تتعالى باتهام النقابات والاساتذة مؤخرا بإخراج التلاميذ الى الشارع ان تعطي الدليل على كلامها او تصمت، فنقابات القطاع ومن ورائها الاساتذة يدركون جيدا ما لهم وما عليهم ، والتلميذ بالنسبة لهم مقدس ولا يجب استغلال اي طرف له، ونعتبر هاته الاصوات والاتهامات غير الجديدة في رمي قطاع التربية في كل مرة، بان هدفها الاساءة الى نقابات القطاع والاساتذة، ولا يسعنا الا أن نطالب السلطات المختصة بكشف المتسبب الحقيقي في محاولة اقحام التلاميذ وجرهم الى الشارع.
تعنت وزارة التربية في فتح حوار حقيقي معكم كتكتل نقابي له وزنه وكذا إقصائها لنقابة "الكناباست" بدل احتواء الأزمة زاد من عمق "المشكلة"، إلى أين يتجه الوضع؟
هذا السؤال من الاجدر ان تجيب عليه وزارة التربية، فنقابات القطاع كانت كل مرة تلبي جلسات الحوار مع الوزارة وتطرح المشاكل وتقدم البدائل والحلول، لكن الوزارة لم تتغير في سياستها مع الشركاء الاجتماعيين بفتحها قنوات حوار هدفها اعلامي محض، بحسب المناسبات قبيل الدخول المدرسي او عند اشعارنا بالاحتجاج او الاضراب من اجل ايهام الرأي العام على انها وزارة حوار، ومحاولة توريط النقابات واظهارهم بصفة المتعنت والذي يبحث عن المشاكل في القطاع، هاته النظرة وهاته السياسة هي التي وضعت القطاع في الوضع الحالي بدل البحث عن المشاكل وحلها في وقتها.
ماهو المخرج الذي ترونه مناسبا لهاته الأزمة التي هزت المدرسة الجزائرية خاصة مع دخولكم كتكتل نقابي في إضراب متجدد وتهديدكم بالتصعيد في الفصل الثالث؟
المخرج الذي نراه لحل الازمة التي تهز المدرسة العمومية الجزائرية هو وجوب توفر النية الصادقة لدى كل الاطراف، و فتح قنوات حوار جادة ومسؤولة هدفها هو الخروج من الازمة الحالية دون عقلية المنتصر والمنهزم، فالمدرسة هي اساس بناء المجتمع وعليه نقترح تنصيب لجنة على مستوى عال تحت اشراف السلطات العليا للبلاد تتكون من وزارة التربية الوطنية وكل الوزارات التي لها علاقة بالقطاع ومن الشركاء الاجتماعيين للجلوس على طاولة الحوار لتحديد المطالب، ومحاولة ايجاد حلول لها، بمراعاة جميع الظروف فليتنازل الجميع من أجل الجزائر، ومن اجل المدرسة العمومية الجزائرية، ومن اجل أبناء الجزائر.
ما هو موقفكم مما يجري لطلبة المدارس العليا للاساتذة منذ ثلاث اشهر؟
قطاع التربية قطاع استراتيجي ومعاملته معاملة خاصة هو واجب الدولة اتجاهه، فلا يُعقل ان يُهان ويُضرب أستاذ المستقبل لمجرد مطالبته بحقوقه، فما يتعرض له طلبة المدارس العليا اليوم أمر غير مقبول، نندد به في النقابة، فالتصرف معهم بهاته الطريقة المهينة لمجرد مطالبتهم بحقوقهم الشرعية والقانونية وعلى رأسها احترام البند الرابع من عقد الالتزام الممضى بين الطرفين سابقا (وزارة التربية ووزارة التعليم العالي من جهة والطلبة الاساتذة من جهة اخرى) هو امر مرفوض، فالعقد شريعة المتعاقدين، وفتح باب الحوار معهم من طرف وزارة التربية ووزارة التعليم العالي اصبح ضرورة حتمية بدل تهديدهم بشبح السنة البيضاء.
كلمة أخيرة...
أولم يحن الوقت لتقييم اصلاحات المنظومة التربوية المطبقة منذ ازيد من 15 سنة ؟
أولم يحن الوقت لدراسة البرامج والمناهج المعتمدة حاليا واعتماد اقتراحات المنفذين لها في الميدان من المفتشين والاساتذة بدل فرضها عليهم وارغامهم على تطبيقها بدون حتى استشارتهم فيها ؟
أولم يحن الوقت لإعطاء موظفي القطاع المكانة اللائقة في السلم الاجتماعي ؟
أولم يحن الوقت لمصارحة الجميع بواقع المدرسة العمومية الجزائرية ؟
كفانا تسييس كفانا تغريب ... فالمدرسة العمومية الجزائرية بثوابتها سوف تبقى صمّام الأمان للمجتمع الجزائري، وفق مبادئ بيان ثورة أول نوفمبر وما حمله من رؤى مستقبلية للجزائر كدولة اجتماعية والتي فقدنا الكثير منها نظرا لسياساتنا المنتهجة بعد الاستقلال في كل المجالات وبالخصوص في السياسة التربوية، خاصة بعد الاصلاحات المزعومة للمنظومة التربوية والتي تُعرف باصطلاحات لجنة بن زاغو التي نؤكد علي اجبارية اعادة تقييمها في الوقت الحالي بدل المضي في طريق لانعرف الى اين يتجه بأبنائنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق