السبت، 15 يناير 2022

زيارة مخيبة للآمال لوزير التربية الوطنية لولاية الجلفة...وهروب من معالجة حقيقية لواقع القطاع المريض!

image

 عجز رهيب في عدد المؤسسات التربوية بالولاية

زيارة مخيبة للآمال لوزير التربية الوطنية لولاية الجلفة...وهروب من معالجة حقيقية لواقع القطاع المريض!
على عكس ما كان يأمل الجلفاويون وخاصة أبناء قطاع التربية بالولاية المليونية والرابعة وطنيا من حيث التعداد السكاني، كانت زيارة وزير التربية الوطنية "عبد الحكيم بلعابد" مجرد زيارة تكتب في سجل مر من هنا وفقط، حيث لم يقدم للجلفة أية مشاريع تذكر أو قرارات استعجالية من شأنها معالجة ما يعانيه القطاع من اكتظاظ كبير وتدني في النتائج المدرسية ونقص فادح في الهياكل والمؤسسات التربوية.

وكانت زيارة وزير التربية الوطنية وعلى مدار يومين كاملين قد اقتصرت على زيارات روتينية لعدد من المؤسسات التربوية، حيث وقف بمحطته الأولى بعين وسارة لتدشين وتسمية ابتدائية أحمد زبانة، فيما دشن ببلدية الجلفة ثانوية المجاهد ونوقي معمر ببربيح، مع رفعه للتجميد عن مشروع الثانوية الرياضية إلى جانب زيارته لمصحة المرحوم مسكين الحفناوي التابعة للجنة الولائية للخدمات الإجتماعية التي كان قد دشنها والي الجلفة منذ أسابيع، وكذا وقوفه على ابتدائية غربي الطيب بمنطقة الظل بالشيخ النعاس.

وببلدية دار الشيوخ زار الوزير مشروع الثانوية التعويضية الفاتح نوفمبر واستمع لعرض حولها، كما دشن ابتدائية ببلدية تعظميت، وليختم زيارته بمعاينة ابتدائية طيبي محمد بمنطقة وادي الحجل ببلدية عين الإبل.

وزير التربية بلعابد...جئت وأنا مطمئن على واقع قطاع التربية بالجلفة

اعتبر وزير التربية الوطنية "عبد الكريم بلعابد" في كلمته أمام الحضور بالمسرح الجهوي أحمد بن بوزيد أن بوادر تطور قطاع التربية بالجلفة تلوح في الأفق وأن ثمار العمل بدأت تؤتي أكلها لتحقيق نتائج أفضل بالولاية، مصرّحا بأنه جاء إلى الجلفة وهو مطمئن عن واقع القطاع بهاته الولاية التي له بها أصدقاء ويعرف الكثير من المخلصين.

منوها إلى أن قطاع التربية يحضى باهتمام كبير ونظرة ثاقبة وصادقة من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ولا سيما في النقطة الـ37 من تعهداته الـ54 أثناء الحملة الانتخابية، مضيفا أن الوزارة تعمل رفقة كافة الشركاء الاجتماعيين بتوصيات من رئيس الجمهورية مع إضفاء حريات العمل النقابي بما يخدم استقرار القطاع.

وكان الوزير قد أكد في تصريح صحفي على أنه اطلع خلال زيارته لولاية الجلفة على واقع قطاع التربية، وأن هناك مجهودات كبيرة بذلت وتبذل في هاته الولاية التاريخية والمليونية، وأن هناك وتيرة متسارعة في الانجازات، أين تم تدشين عديد المؤسسات و مؤسسات أخرى في مراحل متطورة جدا، والتي نتطلع من خلالها –يضيف الوزير- إلى أن يكون الدخول المدرسي المقبل في ظروف جيدة، معتبرا مؤشرات التمدرس ومؤشرات النجاح في ولاية الجلفة في الامتحانات المدرسية الوطنية تدعو إلى التفاؤل وهي في تقدم مستمر، مشيرا إلى دعمه لهذه الولاية التي تعتبر بوابة للجنوب و كل ولايات الجنوب التي ستخصهم وزارته بإجراءات خاصة من تقييم و دعم النتائج المدرسية، مع النظر في تدني النتائج في بعض المواد وهو العمل البيداغوجي الذي سنقوم به قريبا، يؤكد الوزير.

زيارة لم تأت بالجديد حسب المتابعين للشأن التربوي

وأكد العديد من منتسبي القطاع لجريدة "الجلفة إنفو" أن زيارة الوزير لم تكن موفقة حيث لم تأت بأي جديد، خاصة وأن هناك العديد من المؤسسات التي تعاني أمام مرأى ومسمع الجميع من اكتظاظ بلغ مداه كما هو الحال مع متوسطة حساني السعيد بالفصحى بعاصمة الولاية والتي تجاوز تعداد التلاميذ بها أكثر 1800 تلميذ، و بلدية الزعفران التي بها متوسطة وحيدة لم تعد تقدر على استيعاب الكم الهائل من تلاميذ البلدية، ومؤسسات تربوية أخرى عبر كافة بلديات الولاية، والتي كان الأولى على الوزير زيارتها والوقوف على حقيقة مشهدها والتي تلخص حقيقة واقع القطاع الموبوء الذي اختزل في ابتدائيات شبه نموذجية ومشاريع لم تستكمل أصلا.

وبخصوص احتياجات قطاع التربية بولاية الجلفة ، كشف مدير التربية "نبيل عاشور" عن عجز رهيب في المؤسسات التربوية بولاية الجلفة قدر بـ69 مؤسسة تربوية يحتاجها القطاع للحاق بالمعدل الوطني منها 30 ابتدائية و 25 متوسطة و 14 ثانوية، إلا أن الوزير بلعابد لم يتخذ إزاءها أي قرار استعجالي أو برنامج خاص لسد العجز و حل مشكل الاكتظاظ الذي تعرفه الكثير من المؤسسات عبر مختلف البلديات.

تأخر وفد الوزير مدة 4 ساعات للالتحاق بالمسرح الجهوي أحمد بن بوزيد...يثير الاستياء...

أبدى العديد من المدعوين لحضور اللقاء الختامي لوزير التربية الوطنية "عبد الكريم بلعابد" بالمسرح الجهوي أحمد بن بوزيد بعاصمة الولاية امتعاضهم من التأخر الكبير للوفد الذي تجاوز الـ4 ساعات كاملة، حيث كانت دعوة الجميع على الساعة الواحدة والنصف في حين كان وصول الوزير ووفده على الساعة الخامسة والنصف، وهي المدة التي أرهقت كاهل جميع المنتظرين من عمال ونقابات ورؤساء بلديات وحتى مشاركين في معرض المسرح، وخاصة براعم المجموعات الإنشادية، وهو ما جعل الكثير يغادر القاعة.

 نقابيون يغادرون ... وآخرون يصرحون الزيارة لا تعبر عن حجم معاناة قطاع التربية...

في السياق ذاته كان للانتظار الطويل لقدوم وزير التربية والوفد المرافق له للمسرح الجهوي أحمد بن بوزيد أثره البالغ في مغادرة عدد من النقابيين النشطين بقطاع التربية، فيما عبر آخرون على أن زيارة الوزير لاترقى إلى مستوى تطلعات قطاع التربية بالولاية، الذي يعاني من مشاكل متراكمة تستوجب حلولا وإجراءات جادة بعيدا عن أي بهرجة.

واعتبر عدد من النقابيين الذين تحدثت إليهم "الجلفة إنفو" أنه كان على وزير التربية الاجتماع بمسؤولي قطاع التربية وشركائه الاجتماعيين وطرح ما يعانيه القطاع بشكل جدي، وفسح المجال للجميع لعرض انشغالاتهم التي تهم القطاع وإيجاد حلول صادقة لمعالجة مكامن الخلل، وليس الهروب إلى الأمام والإكتفاء بعروض هامشية لا تعطي صورة عما يعانيه قطاعهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق