رسالة مواطن إلى مير بلدية حاسي بحبح... أما آن لك أن تنهض بمدينتي وتُحيي فيها موات السنين !
بريد القراء / مواطن بحبحي 18:46 13/06/2020
السيد المير: هل تعلم أن مدينة حاسي بحبح التي تجاوز تعداد ساكنتها الـ110 آلاف نسمة والرابعة ولائيا تعج بعشرات الإطارات والأساتذة الجامعيين والمثقفين والرياضيين والمتوّجين في جميع الاختصاصات ولائيا ووطنيا وحتى دوليا لكنها لا تزال تعاني في صمت وتبحث عن نفسها بين ركام السنين رغم تعاقب العديد من المجالس البلدية التي كشف عورتها التاريخ الواحدة تلو الأخرى بفشلها الذريع في تسيير شؤون ساكنة بحيبحة المسكينة (ولجي أسوء من اللي راح)!

السيد المير: ها أنت على رأسها للمرة الثالثة تمارس صلاحيتك عليها طولا وعرضا، فهذه عهدتك الثالثة التي تضعك على رأس مجلسها البلدي الذي كان المواطن البحبحي يأمل في أن تكون عُهدة التصالح مع الماضي والذات، عُهدة للعمل وخدمة سكان المدينة وفقط، فقد لا يحملك التاريخ إليها مرة رابعة وهي فرصتك الثمينة لتترك مكانك يتحدث عنك وانجازاتك شامخة في وجه الجميع تأبى إلا ذكر اسمك...ولكن ما عساي أقول...وقد أخجلني وضعك ووضع مدينة الريّاشة المتوقفة عن الدوران، وكأن الزمن يأبى أن يعانقها لتتوقف عن مسايرة ركب البلديات الأخرى الذي انطلق بامكانيات أقل مما أكلته بحيبحة التي تعرضت للسطو وأكل لحمها عيانا...
هل تعلم سيادة المير: لا الكلام المنمّق الموجّه للاستهلاك الإعلامي ولا الوعود الجوفاء ولا حتى تزيين صورتك من قبل بعض الأشباه والنظائر ولا مشاركاتك في نشاطات البعض ممن يسمّون أنفسهم ممثلي المجتمع المدني -المغضوب عليهم مجتمعيا- للظهور أمام الجميع بأنك هنا، لا هاته ولا تلك تستطيع أن تحميك من سطوة التاريخ الذي لا يرحم، فكل تلك البهرجة إلى زوال ... فالمواطن بمدينتي لا يحتاج بهرجة ولا تسويقا لصورة المسؤول النمطية بعين فاقدة للثقة والشرعية، إنما يحتاج مسؤولا يحمل بين ثناياه ضميرا حيّا يعيش معاناته ويشاركه همومه ويئن لأنينه، ولكن أقولها لك بكل أسف وبكل خيبة رجاء فشلت فشلا ذريعا أنت ومجلسك الموقّر في إعادة الاعتبار لمدينة المثقفين أو قل مدينة الرياشة المعطلة التي تأخرت لسنوات ولا زالت تعود للوراء...